الإيثيريوم يستقطب المستثمرين وسط إشارات “بأول” الإيجابية بشأن الفائدة
انخفض سعر البيتكوين إلى ما دون 113,000 دولار أميركي عقب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في وقت واصل فيه الإيثيريوم صعوده متجاوزًا أعلى مستوى تاريخي سابق له واقترب من 5,000 دولار أميركي. وقد أشار باول، خلال كلمته في ندوة جاكسون هول للسياسة الاقتصادية، إلى احتمال خفض أسعار الفائدة قريبًا استجابةً للمخاطر الاقتصادية المتزايدة، خصوصًا في سوق العمل الذي يشهد تباطؤًا ملحوظًا في نمو الوظائف. وقد فسر المتداولون هذه التصريحات على أنها إشارة إلى تيسير نقدي محتمل، ما عزز التفاؤل في أسواق الأسهم والسندات.
ويُعزى الأداء القوي الأخير للإيثيريوم إلى عدة عوامل، أبرزها الطلب المتزايد على صناديق التداول الفورية الأميركية الخاصة به، إلى جانب اعتماد الشركات على تجميعه ضمن خزائنها، بالإضافة إلى وضوح أكبر في الأطر التنظيمية المتعلقة بخدمات التخزين. ووفقًا لتحليلات السوق، يظهر أن البيتكوين بدأ يفقد بعضًا من زخمه، بينما يزداد إقبال المستثمرين على الإيثر. كما ساهم تراجع احتياطيات الصرف في تعزيز ارتفاع الأسعار، إذ أدى انخفاض المعروض الفوري إلى تقليص فرص البيع الفوري، ما يدفع المشترين إلى رفع عروضهم لاقتناص الأصول الرقمية.
وفي سياق موازٍ، سلط باول الضوء على ما وصفه بـ”حالة التوازن الغريبة” في سوق العمل، حيث يشهد كل من العرض والطلب على العمال تباطؤًا متزامنًا. وعلى الرغم من بقاء معدل البطالة عند مستويات تاريخية منخفضة، إلا أنه حذر من تصاعد المخاطر السلبية على التوظيف، مشيرًا إلى أن أي تباطؤ اقتصادي حاد قد ينعكس بسرعة على شكل زيادة في معدلات التسريح وارتفاع في البطالة. وقد عززت البيانات الاقتصادية الأخيرة هذه النظرة الحذرة، بعد أن أظهرت نموًا أضعف من التوقعات في الوظائف وتراجعًا في حجم القوى العاملة نتيجة قيود الهجرة.
إلى جانب ذلك، تناول باول تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة، معتبرًا أنها تشكل مصدر قلق إضافي مع دفعها أسعار بعض السلع إلى الارتفاع وإمكانية تسببها في ضغوط تضخمية أكثر استمرارية. ورغم إقراره بأن بعض هذه التأثيرات قد تكون مؤقتة، شدد على ضرورة إدارة مخاطر التضخم بحذر. ومع ذلك، ركز المستثمرون بشكل أكبر على احتمالية خفض أسعار الفائدة، إذ أظهرت توقعات الأسواق أن هناك فرصة تقارب 89% لخفضها في سبتمبر عقب خطاب باول.
في ضوء هذه التطورات، جاء الهبوط الحاد في سعر البيتكوين إلى ما دون 113,000 دولار أميركي نتيجة توجه العديد من المتداولين نحو الإيثريوم، الذي أظهر مؤشرات زخم أقوى وأنماطًا فنية أوضح لاكتشاف الأسعار. كما تفاعلت أسواق العملات الرقمية على نطاق أوسع بشكل إيجابي مع تصريحات باول، في حين عززت صناديق الاستثمار تداول الإيثيريوم الفورية وتراكم الشركات من المعنويات الصعودية. ومع ذلك، حذر المحللون من أن تحركات الأسعار الكبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع قد تتراجع مع عودة السيولة يوم الاثنين، ما يضيف قدرًا من الحذر على الاتجاه الصاعد الحالي.
