ضغوط الاقتصاد الكلي تدفع صناديق بيتكوين وإيثيريوم لخسائر تفوق 945 مليون دولار

سجّلت صناديق تداول البيتكوين والإيثيريوم الفورية الأميركية تدفقات خارجية صافية كبيرة يوم الثلاثاء، وذلك في وقت أعاد فيه المستثمرون المؤسسيون توزيع استثماراتهم استعدادًا لأحداث اقتصادية كلية رئيسية.
ووفقًا لبيانات SoSoValue، بلغت التدفقات الخارجية الصافية اليومية لصناديق بيتكوين الفورية نحو 523 مليون دولار أميركي، باستثناء صندوق BTCO التابع لشركة Invesco الذي لم تُنشر بياناته بعد.
أما على صعيد الصناديق، فقد شهد صندوق FBTC التابع لشركة Fidelity تدفقات سلبية بقيمة 246.9 مليون دولار، بينما سجّل صندوق GBTC التابع لشركة Grayscale تدفقات خارجية بقيمة 115.53 مليون دولار. كما شهدت صناديق Bitwise وArk و21Shares تدفقات كبيرة إلى الخارج، في حين بقي صندوق IBIT التابع لشركة BlackRock دون تغيّر يُذكر بتسجيله تدفقات صفرية خلال اليوم نفسه.
وفيما يتعلق بإيثيريوم، فقد سجّلت صناديق التداول الفورية تدفقات خارجية صافية بقيمة 422.3 مليون دولار، تصدّرها صندوق FETH التابع لشركة Fidelity بخسائر بلغت 156.32 مليون دولار. كذلك، سجّل صندوق إيثيريوم التابع لشركة Grayscale تدفقات خارجة بقيمة 122 مليون دولار، بينما بلغت تدفقات صندوق “إيثيريوم ميني” من الشركة نفسها 88.5 مليون دولار. ويُذكر أن تدفقات الأمس شكّلت ثاني أكبر تدفقات خارجة من صناديق إيثيريوم الفورية منذ إطلاقها.
وفي هذا السياق، أوضحت راشيل لوكاس، محللة العملات الرقمية في BTC Markets، أن “صناديق إيثريوم الفورية الأميركية شهدت بعضًا من أكبر عمليات الاسترداد منذ انطلاقها”. وأضافت أن “حجم هذه التدفقات يُشير إلى تحوّل في مراكز المؤسسات، سواء لجني الأرباح عند مستويات مرتفعة مؤخرًا وإعادة تخصيصها نحو النقد أو سندات الخزانة، أو استجابة أوسع لتقليل المخاطر في ظل تجدد مخاوف التضخم وتحسن أداء الدولار الأميركي وعدم اليقين بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي المقبلة”.
ومن جهة أخرى، وبينما كان المتداولون يأملون في خفض أسعار الفائدة خلال سبتمبر، فإن مؤشر أسعار المنتجين (PPI) الذي جاء أعلى من التوقعات الأسبوع الماضي أضعف ثقة السوق. وبات المستثمرون الآن يترقبون صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر يوليو في وقت لاحق اليوم، إضافةً إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول يوم الجمعة.
وبما أن صناديق الاستثمار المتداولة الفورية تتطلب من الجهات المصدّرة استرداد الأسهم وبيع الأصول الأساسية، أكدت لوكاس أن التدفقات الخارجة تُترجم مباشرة إلى ضغط بيع فعلي في كل من بيتكوين وإيثيريوم. وقالت: “على صعيد الأسعار، فإن التداعيات قصيرة الأجل واضحة؛ إذ تُسبب عمليات الاسترداد ضغطًا على الأسواق الفورية، خاصة عندما تكون التدفقات كبيرة مقارنة بأحجام التداول”. وتابعت: “هذا يُبقي المعنويات حذرة إلى حين اتضاح بيانات التضخم وسياسة الفيدرالي وما إذا كانت تدفقات صناديق الاستثمار ستستقر”.
نتيجة لذلك، شهدت أسعار بيتكوين وإيثيريوم مزيدًا من التراجع خلال الساعات الماضية. فقد انخفض سعر بيتكوين بنسبة 1.57% ليُتداول عند 113,500 دولار أميركي، بينما هبط سعر إيثيريوم بنسبة 1.54% ليصل إلى 4,163 دولارًا صباح الأربعاء.
ومع ذلك، شددت لوكاس على أن الأثر الهيكلي لصناديق التداول الفورية لا يزال قائمًا على المدى المتوسط، حيث تُشكل هذه الصناديق 6.47% من إجمالي القيمة السوقية لبيتكوين، و5.17% من القيمة السوقية لإيثيريوم. وأشارت إلى أن استمرار عمليات الشراء من قِبل الشركات المُديرة للخزانة الرقمية يدل على أن الطلب لا ينهار بقدر ما يعيد التوازن.
وختمت لوكاس بالقول: “خلاصة الأمر أن بيتكوين تواجه رياحًا معاكسة قصيرة الأجل، لكن تراكم الحيتان يُسهم في الحد من التراجع. أما إيثيريوم فهي أكثر عرضة للضغط بفعل التدفقات المؤسسية الخارجة”. وأضافت أن مصير التدفقات خلال الأيام المقبلة سيعتمد على مؤشرات الاقتصاد الكلي، معتبرة أن تبنّي الفيدرالي موقفًا حذرًا قد يُعيد التدفقات نحو المسار الإيجابي.