صناديق إيثيريوم الفورية تسجّل تدفقات خارجة بـ197 مليون دولار
واجهت صناديق تداول إيثيريوم الفورية ضغوطًا كبيرة في 18 أغسطس، مسجّلةً تدفقات خارجة صافية بلغت 197 مليون دولار. ويُعدّ هذا ثاني أكبر سحب يومي في تاريخ العملة. وقد تصدّر صندوق إيثيريوم تراست (ETHA) التابع لشركة “بلاك روك” هذا التراجع، إذ أعلن عن خروج 87 مليون دولار، في حين شهد صندوق FETH التابع لشركة فيديليتي تدفقات خارجة بقيمة 78 مليون دولار.
ولم يكن الوضع أفضل بالنسبة إلى صندوق ETHE التابع لشركة “غراي سكايل”، الذي سجّل تدفقات خارجة بلغت 18.7 مليون دولار، ما عزّز من اتجاه التراجع. وتبعت ذلك عمليات استرداد أصغر نسبيًا من جانب كل من فان إيك وفرانكلين، لكنها كانت ملحوظة أيضًا. ويعكس هذا المشهد حذر المستثمرين في ظلّ معاناة إيثيريوم للحفاظ على زخمها بعد سلسلة من التقلبات السعرية الأخيرة.
في السياق عينه، لم تسلم صناديق تداول البيتكوين الفورية من الخسائر. فقد سجّلت هي الأخرى تدفقات خارجة صافية بلغت 122 مليون دولار في اليوم نفسه. وتكبدت معظم الجهات المصدّرة خسائر، باستثناء صندوق BITB التابع لشركة “بيت وايز”، الذي تمكّن من تسجيل تدفقات داخلة متواضعة. ويُظهر هذا التباين أن بعض الصناديق ما تزال تجذب المستثمرين حتى في ظل ضعف السوق العام، في حين تؤكد التدفقات الخارجة الأخيرة مدى هشاشة الثقة في الأصول الرقمية، إذ يعيد المتداولون النظر في مراكزهم بعد أشهر من التقلبات العنيفة.
وقد انعكس هذا التراجع أيضًا على أداء السوق في البورصات الأميركية. فقد أغلقت صناديق إيثريوم المتداولة على انخفاضات جماعية، حيث تراجع إيثريوم بنسبة 0.54% ليصل إلى 32.97 دولارًا أميركيًا، فيما هبط صندوق فيديليتي بنسبة 0.66% ليسجل 43.51 دولارًا أميركيًا. أما صندوق جرايسكيل فانخفض بنسبة 0.77% ليتداول عند 35.94 دولارًا أميركيًا مع إغلاق السوق. وعلى الرغم من هذه التراجعات، ظل نشاط التداول قويًا، إذ سجّل إيثيريوم قيمة تداول يومية بلغت 1.41 مليار دولار أميركي، مما يعكس إعادة تموضع مكثفة داخل السوق.
وبالمثل، شهدت صناديق “غراي سكايل” تداولات يومية تجاوزت 200 مليون دولار أميركي، ما يشير إلى أن المستثمرين يعيدون موازنة محافظهم أكثر من تخليهم التام عن استثماراتهم. وقد أظهرت صناديق تداول بيتكوين الفورية أنماطًا مشابهة؛ فبينما سادت عمليات الاسترداد، ظلّت السيولة قوية في معظم الصناديق الكبرى. ويشير المحللون إلى أن التدفقات الحادة، سواء الداخلة أو الخارجة، أصبحت سمة متكررة نتيجة استجابة المتداولين السريعة لتحركات الأسعار.
بناءً على ذلك، تُظهر عمليات السحب الأخيرة أن المستثمرين ما يزالون متوجسين تجاه صناديق التداول الفورية. فالتدفق الخارجي الضخم لإيثيريوم البالغ 197 مليون دولار يسلّط الضوء على المخاوف بشأن أدائها في الأجل القريب، حتى وإن ظلّت اتجاهات التبني طويلة المدى قائمة. أما بالنسبة لبيتكوين، فإن خسارة 122 مليون دولار تُشير إلى حالة من التردد، لا إلى انسحاب شامل. وتجدر الإشارة إلى أن قدرة بيتوايز على تحقيق تدفقات داخلة تُؤكد استمرار ثقة بعض المستثمرين في صناديق مختارة.
إلى ذلك، يتوقع المحللون استمرار التقلبات في صناديق التداول الفورية، بالتزامن مع التغييرات التنظيمية والظروف الاقتصادية العالمية. ولا يزال كل من إيثريوم وبيتكوين تحت ضغط ملحوظ بعد موجات السحب الحادة الأخيرة، فيما يترقب المستثمرون الأسابيع المقبلة لمعرفة ما إذا كانت المعنويات ستستقر أو ستشهد جولة جديدة من التذبذب.
