مكاسب لافتة لريبل وبيتكوين تقترب من مستويات تاريخية رغم تأثير رسوم ترمب

بدأت العملات الرقمية الأسبوع على استقرار، حيث حافظت بيتكوين وإيثيريوم على ثبات نسبي في أسعارهما، وذلك بعد عمليات بيع متقلبة يومي الجمعة والسبت، جاءت مدفوعة بأسوأ تدفقات خارجة من صناديق التداول الفورية منذ أشهر.
فقد شهدت صناديق بيتكوين المتداولة تدفقات خارجة تقارب مليار دولار أميركي خلال يومي الخميس والجمعة، مما تسبب في انخفاض قيمة الأصل إلى نحو 114,000 دولار، قبل أن يسجل انتعاشًا طفيفًا. وتبع ذلك إيثريوم، حيث شهد تدفقات خارجة بلغت 152 مليون دولار يوم الجمعة، ما أنهى سلسلة تدفقات إيجابية استمرت قرابة شهر، وساهم في كبح ارتفاعه.
وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة في كل من آسيا وأوروبا، ما خفّف من حدة التوترات في الأسواق العالمية، ودفع المستثمرين إلى تقليص انكشافهم على الأصول عالية المخاطر.
وفي هذا السياق، قال مدير العمليات في منصة BTSE، “جيف مي”، في مذكرة نُشرت يوم الإثنين عبر موقع CoinDesk: “كان الانخفاض مدفوعًا بالمخاوف من موقف ترامب تجاه الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى إشارات من الاحتياطي الفيدرالي بعدم نيته خفض أسعار الفائدة قريبًا. ورغم ذلك، نلاحظ تدخّل المشترين الانتهازيين قبيل افتتاح الأسواق الأميركية، ما يشير إلى احتمال مبالغة السوق في تقييم هذا الخوف”.
ويبدو أن هذا النمط الانتهازي ينعكس على بعض الرسوم البيانية؛ إذ استقر سعر بيتكوين بالقرب من 114,500 دولار مع انطلاق التداولات الآسيوية، في حين تمسكت إيثريوم بمستوى يفوق 3,550 دولارًا، ليظل كلاهما ضمن مناطق الدعم قصيرة الأجل.
على صعيد آخر، قادت عملتا XRP وDogecoin المفضلتان لدى مستثمري التجزئة مكاسب السوق يوم الإثنين، بعد ارتفاعهما بنسبة وصلت إلى 5%. كما شهدت عملات كاردانو وBNB وSolana ارتفاعات تجاوزت 3%.
ويُرجّح بعض المحللين أن تزايد النشاط المؤسسي في السوق ساهم في التخفيف من حدّة التقلبات. إذ أشار أوغسطين فان، رئيس قسم الرؤى في شركة SignalPlus، إلى أن “حضور مكاتب التداول الاحترافية قد أضاف طبقة جديدة من السيولة الثانوية للسوق”. وأوضح قائلًا: “في الماضي، كان من الممكن أن تكون تصفية هذه الصناديق أكثر تعقيدًا، لكن وجود صناديق الاستثمار المتداولة سهّل العمليات نسبيًا”.
وتابع فان قائلاً: “نتوقع أن يكون الربع الرابع من العام حاسمًا، في ظل عودة الاحتياطي الفيدرالي إلى المشهد، وبدء ظهور آثار الرسوم الجمركية والتضخم على الاقتصاد الفعلي. لذا نرى أن الوقت مناسب لتقليل التعرض للمخاطر استعدادًا لشهر سبتمبر ونهاية عام قد تكون حافلة بالتقلبات”.
ورغم هذا التقييم الإيجابي الحذر، لا يزال غياب المشترين من صناديق التداول الفورية يلقي بظلاله على ثقة السوق. فلا يزال سعر بيتكوين دون مستوى الاختراق الحاسم عند 118,000 دولار، بينما يحتاج إيثريوم إلى تجاوز حاجز 3,500 دولار لتفادي عمليات بيع منظمة قد تعيد السوق إلى مستويات أدنى.
أما على صعيد الاقتصاد الكلي، فلا يزال الوضع هشًا. فقد ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بنسبة 0.4%، بعدما رفع تقرير الوظائف الأميركي الضعيف الصادر يوم الجمعة – من احتمالات تحول في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي آسيا، عوّض مؤشر MSCI للأسهم خسائره المبكرة، ونجحت أسهم قطاع التكنولوجيا في هونغ كونغ بكسر سلسلة خسائر استمرت سبعة أيام. في المقابل، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، إذ بلغ العائد على السندات لأجل عشر سنوات 4.24%.