“سايلور” يضاعف رهانه على البيتكوين عبر طرح أسهم بقيمة 2.5 مليار دولار

حققت شركة “ستراتيجي”، التابعة لمايكل سايلور، أكبر عملية جمع لرأس المال المرتبط بالأصول الرقمية هذا العام، حيث أغلقت يوم الثلاثاء طرحًا بقيمة 2.5 مليار دولار أميركي، من خلال إصدار أسهم جديدة من فئة STRC، وهي أسهم ممتازة دائمة تُوزّع أرباحًا شهرية متغيرة تبدأ من 9%.
وقد استُخدمت العائدات الناتجة عن هذا الطرح لشراء 21,021 بيتكوين، بمتوسط سعر بلغ 117,256 دولارًا أميركيًا للوحدة، مما رفع إجمالي ممتلكات الشركة إلى 628,791 بيتكوين، تُقدّر قيمتها بأكثر من 74 مليار دولار وفقًا للأسعار الحالية.
وفي بيان رسمي، أوضحت ستراتيجي أن إدراج أسهم STRC سيجعلها أول “أوراق مالية مفضلة دائمة مدرجة في بورصة أميركية، تصدرها شركة تعتمد على خزينة بيتكوين وتدفع أرباحًا شهرية”. ومن المتوقع أن يبدأ تداول هذه الأسهم في بورصة ناسداك يوم الأربعاء.
يمثل هذا الطرح أكبر عملية تمويل في تاريخ “ستراتيجي”، متجاوزًا إصدارها السابق لسندات قابلة للتحويل بقيمة 800 مليون دولار في يونيو الماضي. ويأتي أيضًا بعد إطلاق منتج STRF في مارس، والذي وصفه “سايلور” بأنه “جوهرة التاج”، وكان مدعومًا ببرنامج استثماري بقيمة 2.1 مليار دولار.
وعلى خلاف STRF، فإن منتج STRC الجديد موجّه بشكل أكبر نحو مستثمري الدخل الأفراد، حيث يُقدّم لهم توزيعات شهرية مرنة، دون تاريخ استحقاق محدد، مما يجعله أكثر جاذبية لهذه الفئة من المستثمرين.
وفي تعليقه على الصفقة، قال فينسنت ليو، كبير مسؤولي الاستثمار في “كرونوس ريسيرش”، لموقع Decrypt، إن هذه الأدوات “توفر تعرضًا للبيتكوين دون خوض تقلبات السوق الفورية المباشرة”، مضيفًا أنها تُمثل “خطوة متقدمة في أدوات التمويل الهيكلية التي تُحسّن من سيولة البيتكوين دون التأثير على أوامر السوق”.
ويُشير محللون آخرون إلى أن الإقبال الكبير على STRC يعكس طلبًا متزايدًا من المؤسسات والمستثمرين الأفراد على أدوات مالية تُتيح تعرضًا للأصول الرقمية، ولكن دون المخاطر المرتبطة بتقلباتها العالية أو متطلبات حيازتها التقنية.
وفي هذا السياق، صرّح رايان يون، كبير المحللين في “تايجر ريسيرش”، بأن “المؤسسات ترغب في التعرض لبيتكوين، لكنها بحاجة إلى أدوات استثمارية تقليدية تناسب سياساتها”. وأضاف: “STRC منتج فعال، لأنه يوفّر أرباحًا منتظمة مثل السندات، وفي الوقت نفسه يتيح تعرضًا غير مباشر لبيتكوين، مما يجعله مناسبًا لصناديق التقاعد وشركات التأمين التي لا يمكنها امتلاك بيتكوين مباشرة”.
وبحسب يون، فإن العديد من المستثمرين يعتبرون STRC منتج عائد يلبّي متطلبات الامتثال التنظيمي ويوفّر وسيلة مبسطة للدخول إلى سوق العملات الرقمية دون الحاجة إلى امتلاك أو تأمين البيتكوين بأنفسهم.
لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن نجاح ستراتيجي لا يعني سهولة تكرار نموذجها، قائلًا: “قد تبدو استراتيجية خزينة البيتكوين بسيطة، لكنها في الواقع تتطلب ثلاث عناصر أساسية: امتلاك كمية كافية من البيتكوين لبناء المصداقية، القدرة على الوصول إلى أدوات تمويل وول ستريت، وسعر سهم يتداول أعلى من قيمة ما تحوزه الشركة من بيتكوين”.
وهنا يُطرح سؤال جوهري: هل يمكن لشركات “خزينة الأصول الرقمية” الأخرى أن تحذو حذو ستراتيجي وتنجح في هذا النموذج؟
يجيب يون بأن “أغلب الشركات الناشئة في هذا المجال تفتقر إلى هذه الشروط الثلاثة”، مؤكدًا أن نجاح ستراتيجي يعود إلى سبقها في السوق وبنائها نطاقًا واسعًا من الثقة ورأس المال. بينما ستواجه الشركات الجديدة تحديات كبرى، أبرزها غياب المصداقية وصعوبة الوصول إلى التمويل المؤسسي.
واختتم يون حديثه بالقول: “إذا أرادت هذه الشركات الجديدة النجاح، فعليها تطوير علامة تجارية قوية تتجاوز م