تراجع اهتمام المستثمرين الأميركيين يهدد مسار بيتكوين الصاعد
تشهد بيتكوين حاليًا تداولًا عند نحو 118,815 دولارًا أميركيًا، محققة مكاسب يومية متواضعة. ومع ذلك، تُظهر المؤشرات الرقمية والمؤشرات الاقتصادية الكلية أن السوق قد يكون مقبلًا على مرحلة من الحذر والتقلب.
فبحسب تحليل صدر في 29 يوليو عن “عرب تشين”، أحد المساهمين في منصة CryptoQuant، تحوّل مؤشر Coinbase Premium إلى سلبي للمرة الأولى منذ شهرين، ما يعكس ضعف الطلب من المشترين الأميركيين مقارنةً بنظرائهم العالميين. ويقيس هذا المؤشر الفارق بين سعر بيتكوين على منصة Coinbase وسعرها على منصات التداول الأخرى، وغالبًا ما يُستخدم كمقياس لمعنويات المستثمرين المؤسسيين وتجار التجزئة في الولايات المتحدة.
وقد ظل المؤشر إيجابيًا لمعظم فترة الصعود التي بدأت من مستويات دون 105,000 دولار، ما يشير إلى اهتمام شرائي قوي من السوق الأميركية. إلا أن هذا الزخم بدأ يتلاشى مع اختراق بيتكوين حاجز 118,000 دولار، ما يدلّ على أن المستثمرين الأميركيين باتوا ينتظرون نقاط دخول أكثر جاذبية، وبالتالي، تقل احتمالية دخولهم بالأسعار الحالية.
في الوقت عينه، تشهد السوق ارتفاعًا في تدفقات التداول، إذ دخلت مؤخرًا أكثر من 30,000 بيتكوين إلى المنصات، وهو ما يُنذر بإمكانية زيادة ضغط البيع. يُضاف إلى ذلك ضعف الطلب في مناطق رئيسية مثل كوريا الجنوبية، ما يُسهم في تباطؤ الزخم الصعودي أكثر فأكثر.
وفي هذا السياق، يترقّب السوق قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية في 30 يوليو، وهو حدث قد يترك أثرًا كبيرًا على الأصول الرقمية. وعلى الرغم من أن التوقعات ترجّح إبقاء أسعار الفائدة بين 4.25% و4.50%، إلا أن نبرة المؤتمر الصحفي لرئيس البنك، جيروم باول، قد تؤثر بقوة على معنويات المستثمرين. فمجرّد لهجة متشددة قد تزيد من ضغوط البيع، خاصةً في حال غياب محفزات تدعم الطلب على العملات الرقمية.
ومع ذلك، فإن أي إشارة إلى سياسة نقدية أكثر مرونة، أو تلميحات حول تخفيض أسعار الفائدة اعتبارًا من سبتمبر، قد تُعيد الزخم الصعودي لبيتكوين وتدفع السعر إلى مستويات أعلى في المدى القريب.
من الناحية التقنية، يُشكّل مستوى 118,000 دولار دعمًا فوريًا، في حين يقع الدعم الأقوى عند 116,300 دولار. أما كسر هذه المستويات فقد يفتح الباب للهبوط نحو 112,000 أو حتى 109,000 دولار. وعلى الجهة المقابلة، يحتاج السعر إلى اختراق واضح لمستوى 120,000 دولار كي يستعيد مساره الصاعد بثقة.
لكن في ظل غياب اهتمام جديد من المستثمرين، يبقى احتمال التحرك الجانبي أو التعرض لتصحيح أعمق قائمًا بقوة.
