أخبار حكوميةأخبار عالميةقوانين وإجراءات

روسيا تبدأ بتعميم استخدام الـ CBDC وفق جدول زمني تدريجي

أقرّ مجلس النواب الروسي، المعروف باسم مجلس الدوما، مشروع قانون يُلزم البنوك الرئيسية في البلاد وجميع الشركات التي تتجاوز إيراداتها السنوية 120 مليون روبل (ما يعادل 2.4 مليون دولار أسترالي) بدعم مدفوعات العملة الرقمية الصادرة عن المركزي (CBDC)بحلول الأول من سبتمبر 2026. ويهدف هذا القانون إلى توسيع نطاق استخدام العملة الرقمية وتعزيز نظام المدفوعات الوطني.

وفي المرحلة الأولى من تطبيق مشروع القانون، ستُعفى الشركات الصغيرة والمتوسطة من هذا الالتزام. إلا أنه في نهاية المطاف، سيُطلب من جميع الشركات دعم مدفوعات العملة الرقمية، بحيث يُلزم الشركات المتوسطة بحلول سبتمبر 2027، والشركات الصغيرة بحلول سبتمبر 2028، ما يعكس توجهًا تدريجيًا لتعميم استخدام هذه التكنولوجيا عبر كافة القطاعات الاقتصادية.

وعلاوة على ذلك، ينص مشروع القانون على إنشاء نظام دفع وطني شامل ومجاني يعتمد على رمز الاستجابة السريعة (QR Code)، يُديره نظام بطاقات الدفع الوطني، الجهة نفسها التي تشغل شبكة الدفع الروسية “مير”. ومن المتوقع أن يعزز هذا النظام من كفاءة وسرعة المعاملات الرقمية داخل روسيا.

وبالرغم من مرور المشروع بمراحل متقدمة، فإنه ما زال بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ الروسي، المعروف باسم مجلس الاتحاد، ومن ثم توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليصبح قانونًا نافذًا. ومع ذلك، تُعتبر هذه الخطوات شكليّة إلى حد كبير، خاصة مع إعلان البنك المركزي الروسي رسميًا تاريخ الأول من سبتمبر 2026 كبداية لإطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي.

في حين تمضي الحكومة الروسية قدمًا في خططها المتعلقة بالعملة الرقمية، إلا أن نتائج استطلاع حديث أجرته شركة VTsIOM الحكومية أظهرت أن 51% من المشاركين لم يكونوا مستعدين لتبني هذه التقنية، في حين أشار 35% فقط إلى استعدادهم لاستخدامها. ويرجع تردد الكثيرين إلى مخاوف تتعلق بالمراقبة الحكومية المحتملة والثغرات الأمنية التي قد تنجم عن استخدام النظام الجديد.

وأظهر الاستطلاع أيضًا أن 40% من المشاركين لا يرون أي فائدة تذكر من العملة الرقمية للبنك المركزي مقارنةً بالأنظمة الحالية للمدفوعات، فيما أعرب 7% فقط عن شعورهم بأنهم على دراية جيدة بخطة الحكومة في هذا المجال. وتعكس هذه النتائج تحديات واضحة أمام تبني التقنية الرقمية على نطاق واسع في المجتمع الروسي.

وفي هذا السياق، عبّر هيرمان جريف، رئيس مجلس إدارة سبيربنك، أكبر بنك في روسيا، عن موقفه المتشكك تجاه الحاجة إلى العملة الرقمية، قائلاً في تصريحات لإحدى وسائل الإعلام الروسية: “لا أفهم لماذا يحتاج الفرد أو حتى البنوك والشركات إلى خيار استخدام عملة رقمية للبنك المركزي. ما زلت لا أفهم حقًا لماذا هذا ضروري”. لكنه أقر بأن العملة الرقمية للبنك المركزي قد تكون مفيدة في تسهيل المدفوعات عبر الحدود، ما يبرز جانبًا إيجابيًا محتملًا لهذا المشروع.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا أطلقت مشروعًا تجريبيًا لعملة رقمية للبنك المركزي مخصصة للبيع بالتجزئة في عام 2023، وكانت تخطط لإطلاق العملة الرقمية بشكل كامل خلال العام الحالي. غير أن التقدم في هذا المشروع تأخر بسبب مقاومة من جانب التجار والبنوك الكبرى، بما في ذلك سبيربنك.

وقد روجت الحكومة الروسية للعملة الرقمية للبنك المركزي كجزء من جهود تحديث البنية التحتية القديمة للمدفوعات في البلاد، وتقليل الاعتماد على أنظمة الدفع التي يسيطر عليها الغرب، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المتزايدة التي فرضت بسبب غزو روسيا المستمر لأوكرانيا. ويبدو أن هذا المشروع يكتسب أهمية استراتيجية في تعزيز استقلالية النظام المالي الروسي.

مكتب التحرير

مكتب التحرير في موقع آنلوك بلوكتشين الصحافي مؤلف من مجموعة من الصحافيين المتخصصين في مجال تقنيات البلوكتشين والتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية. يهدف فريق عمل آنلوك لتزويدكم بكل التطورات والأخبار والتحليلات حول تقنية بلوكتشين والمشتقات المرتبطة بها وإلى نشر المعرفة الصحيحة حولها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. تواصل مع فريق العمل عبر هذا البريد الإلكتروني: info(@)unlock-bc.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى