الإيثيريوم ترتفع إلى 3300 دولار بدعم من تدفقات صناديق التداول الفورية

تجاوز سعر الإيثيريوم حاجز 3,300 دولار أميركي في 16 يوليو، ليتداول عند مستويات لم يشهدها منذ أوائل فبراير، وذلك بالتزامن مع تسجيل صناديق تداول الإيثيريوم الفورية أعلى تدفقات داخلة لها على الإطلاق.
وحتى لحظة كتابة هذه السطور، ارتفع سعر الإيثيريوم بنسبة 7% خلال اليوم الماضي، ليصل إلى 3,460 دولارًا أميركياً، بعد أن بلغ ذروته اليومية عند 3,385 دولارًا، في اختراق واضح للحركة الأفقية التي استمرت لأسابيع. كما ارتفع الإيثيريوم بنسبة 20% خلال الأسبوع الماضي، وبنحو 30% خلال الثلاثين يومًا الماضية. وعلى الرغم من هذا الارتفاع، لا يزال أقل بنسبة 31% فقط من ذروته التاريخية البالغة 4,878 دولارًا والتي سُجلت في نوفمبر 2021.
ويعزى هذا الزخم الصعودي الكبير جزئيًا إلى الطلب المتزايد على صناديق تداول الإيثيريوم الفورية الأميركية. فقد أظهرت بيانات منصة SoSoValue أن هذه الصناديق سجلت صافي تدفقات داخلة بلغت 717 مليون دولار أميركي في 16 يوليو، وهو أعلى إجمالي يومي لها حتى الآن، ما يجعلها تستحوذ على أكثر من 4% من المعروض المتداول من الإيثيريوم.
في هذا السياق، تصدر صندوق ETHA التابع لشركة بلاك روك التدفقات الداخلة بقيمة 489 مليون دولار، وهو أعلى رقم يومي يسجله حتى الآن. وجاء صندوق FETH التابع لشركة فيديليتي في المرتبة الثانية بـ 113 ممليون دولار. هذا الرقم القياسي الجديد تفوق بسهولة على الرقم السابق البالغ 428 مليون دولار، والذي تم تسجيله في 5 ديسمبر 2024، بحسب بيانات شركة Farside Investors. ونتيجة لذلك، ارتفعت التدفقات الشهرية الآن إلى 2.27 مليار دولار، ما يعكس تجددًا ملحوظًا في اهتمام المؤسسات.
إضافة إلى الصناديق الاستثمارية، ساهمت استثمارات الشركات في دعم الاتجاه الصعودي. فقد كشفت العديد من الشركات مؤخرًا عن ضخ استثمارات كبيرة في الإيثيريوم، من بينها Bit Digital، وGameSquare، وSharpLink Gaming، ضمن استراتيجيات طويلة الأجل تهدف إلى تعزيز ميزانياتها العمومية بأصول رقمية واعدة.
في الوقت عينه، بدأت مؤسسات مالية كبرى، مثل جولدمان ساكس وستاندرد تشارترد، في إعادة توزيع حيازاتها من البيتكوين إلى الإيثيريوم. ووفقًا لبيانات “احتياطي إيثيريوم الاستراتيجي”، تمتلك 53 شركة مدرجة في البورصة ما يقارب 1.6 مليون وحدة إيثيريوم، تُقدّر قيمتها بنحو 5.3 مليار دولار أميركي.
ومن الجانب الفني، يُظهر تحرك الإيثيريوم الأخير زخمًا صعوديًا قويًا، لكنه يُشير أيضًا إلى حالة من الشراء المفرط. فقد تجاوز السعر المتوسطات المتحركة على المديين القصير والمتوسط، وأغلق فوق الحد الأعلى لنطاقات بولينجر، وهي إشارة غالبًا ما تسبق فترات تهدئة أو تصحيح. كما يشير مؤشر القوة النسبية (RSI)، الذي بلغ حوالي 79، إلى دخول السوق في منطقة شراء مفرط. بالإضافة إلى ذلك، تومض مؤشرات فنية أخرى، مثل مؤشر قناة السلع (CCI)، باللون الأحمر، مما قد يشير إلى أن بعض المتداولين على المدى القصير قد يبدأون بجني الأرباح.
ورغم هذه المؤشرات التحذيرية، يبقى الهيكل العام للسوق إيجابيًا. فالمتوسطات المتحركة تواصل الاتجاه الصعودي عبر معظم الأطر الزمنية، ما يعزز من احتمالية استمرار النمو. وبينما قد يتباطأ الزخم مؤقتًا، فإن استمرار التدفقات المؤسسية وعمليات شراء الشركات يُوفّر دعمًا قويًا للأسعار، مما يُشير إلى أن أي تراجع قد يكون مؤقتًا ومحدودًا.
وفي حال حافظ الإيثيريوم على مستوياته الحالية، أو زادت التدفقات الداخلة، فقد يحاول اختبار مستوى 3,500 دولار أميركي في المدى القريب. أما إذا فشل في الحفاظ على مستوى 3,300 دولار وسط إشارات الشراء المفرط، فقد يدخل السوق في جولة جديدة من التوحيد السعري أو التصحيح الفني المؤقت.