تدفقات لصناديق بيتكوين وإيثيريوم بقيمة 20 مليار دولار منذ أبريل

شهدت صناديق التداول الفورية تدفقاتٍ مالية واردة بلغت 20 مليار دولار منذ شهر أبريل، متفوقةً بذلك على جميع أنواع صناديق التداول الفورية الأخرى، ومؤكدةً هيمنتها خلال الربع الثاني من عام 2025.
وفي هذا السياق، سلّط نيت جيراسي، رئيس شركة نوفاديوس ويلث، الضوء يوم الأربعاء 15 يوليو على الأداء اللافت لصناديق العملات الرقمية الفورية. وبحسب رسم بياني أعدّه تود سون من شركة ستراتيغاس، فقد تصدّرت هذه الصناديق مشهد التدفقات المالية، إذ سجلت تدفقات بلغت 20 مليار دولار منذ 8 أبريل، أي أكثر من أي فئة أخرى من صناديق التداول الفورية.
وقد استقطبت هذه الصناديق، وخاصة تلك المرتبطة ببيتكوين وإيثيريوم، ضعف رأس المال الذي جذبته صناديق المعادن الثمينة. وفي الواقع، فاقت التدفقات الواردة إليها تلك التي استقطبتها صناديق المؤشرات للمعادن الثمينة والسلع مجتمعة، ما يعكس تحولًا واضحًا في اهتمام المستثمرين.
ولم يقتصر التفوق على ذلك فحسب، بل تجاوزت أيضًا صناديق بيتكوين وإيثيريوم الفورية مجمل التدفقات الواردة إلى صناديق المؤشرات المواضيعية (مثل تلك المرتكزة على الذكاء الاصطناعي) وصناديق المؤشرات الخاصة بـسندات الخزانة، وذلك رغم الارتفاع الملحوظ في عوائد هذه السندات والشعبية المتزايدة للصناديق المواضيعية.
ويُظهر هذا التحول أن المزيد من المستثمرين باتوا ينظرون إلى البيتكوين كأداة تحوط فعالة ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية، وهو دور كان تقليديًا من نصيب الذهب والفضة وبعض السلع الأساسية.
من جهة أخرى، ومنذ إطلاق صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة، شهدت هذه الصناديق تسارعًا لافتًا في وتيرة التدفقات الواردة. ويُبرز رسم بياني شاركه فيل روزن هذا النمو السريع، مقارنةً بأداء صناديق الذهب المتداولة خلال السنوات الماضية. فعلى مدى 13 عامًا، اجتذبت صناديق الذهب المتداولة تدفقات إجمالية قدرها 70 مليار دولار، في حين أن صناديق البيتكوين المتداولة تمكنت من جمع 50 مليار دولار خلال 150 يوم تداول فقط منذ انطلاقتها.
مع ذلك، لا تزال صناديق الذهب تحتفظ بصدارتها من حيث حجم الأصول المُدارة. فعلى سبيل المثال، يدير صندوق SPDR Gold Shares ETF، وهو الأكبر في هذا المجال، أصولًا تبلغ قيمتها 102.12 مليار دولار، بينما يدير صندوق iShares Gold Trust التابع لشركة بلاك روك 47.75 مليار دولار.
ويُشير هذا إلى أنه رغم الزخم الكبير الذي اكتسبه البيتكوين مؤخرًا كوسيلة تحوط بديلة، إلا أن أمامه طريقًا طويلًا ليُنافس الذهب كمخزن مهيمن للقيمة في الأسواق العالمية.