“جي بي مورغان” يعتزم التوسّع في سوق العملات المستقرة

يواصل عملاق التمويل التجاري “جي بي مورغان” دفع جهوده في مجال العملات المستقرة، رغم أن الرئيس التنفيذي جيمي ديمون لا يزال غير مقتنع بجاذبيتها الواسعة على نطاق المستخدمين.
ووفقًا لما نقلته شبكة CNBC، كشف “ديمون” خلال أحدث مؤتمر صحفي للبنك حول الأرباح، أن “جي بي مورغان” يخطط للمشاركة بنشاط في تطوير العملات المستقرة، في خطوة تهدف إلى مواكبة منافسيه من شركات التكنولوجيا المالية التي تتجه بقوة نحو المدفوعات الرقمية.
وفي هذا الإطار، قال الرئيس التنفيذي: “سنشارك في كل من عملة إيداع جي بي مورغان والعملات المستقرة، لفهمها وإتقانها.” ومع ذلك، ورغم هذه التصريحات، أعاد ديمون، المعروف بانتقاده المتكرر لسوق العملات الرقمية، التأكيد على شكوكه حيال هذه الفئة من الأصول. فبينما أقرّ بوجود فائدة منها، أعرب عن تساؤله حول مدى الحاجة الحقيقية لها.
وأضاف موضحًا: “أعتقد أنها حقيقية، لكنني لا أعرف لماذا قد ترغب في استخدام عملة مستقرة بدلًا من مجرد الدفع”.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تقديم البنك طلب تسجيل علامة تجارية تحمل اسم JPMD في يونيو الماضي، ما أثار تكهنات حول احتمالية استعداد جي بي مورغان لإطلاق عملته المستقرة الخاصة.
ورغم أن هذه العملة الرقمية من المتوقع أن تكون موجهة للعملاء المؤسسيين فقط، وليست عملة مستقرة “عالمية” بالمعنى التقليدي، فإن تحرّكات البنك تشير إلى رغبة متزايدة في التوسع ضمن مجال المدفوعات القائمة على تقنية البلوكتشين، والمشاركة الفعلية في تطوير بنية تحتية رقمية أكثر تطورًا.
ولا تُعد جهود “جي بي مورغان” معزولة عن السياق العام، إذ تشير تقارير متطابقة إلى أن بنوكًا أميركية كبرى أخرى، مثل سيتي غروب وبنك أوف أمريكا، تستكشف مبادرات مشابهة، في ظل تزايد الضغوط التنافسية والرغبة في عدم التخلف عن ركب الابتكار المالي.
وفي تطور سابق، كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال في مايو الماضي، أن جي بي مورغان دخل في محادثات خاصة مع بنوك أخرى حول إمكانية إصدار عملة مستقرة مشتركة مدعومة من القطاع المصرفي التقليدي. ومع ذلك، لم تصدر أي تعليقات لاحقة بشأن هذه المبادرة حتى الآن.
في موازاة ذلك، أظهرت تقارير إعلامية أن عملاقي التجزئة أمازون ووول مارت يدرسان بدورهما إطلاق عملات مستقرة مرتبطة بالدولار، ما يُبرز الزخم المتزايد في هذا القطاع، لاسيما مع تغيّر المشهد التنظيمي داخل الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الاهتمام المتصاعد بالتزامن مع سعي المشرّعين الأميركيين لإقرار قانون GENIUS، الذي يُرجّح أن يُشكّل الإطار التشريعي المستقبلي لتنظيم العملات المستقرة في البلاد. ورغم العقبة الأخيرة التي واجهها القانون في مجلس النواب بفعل معارضة بعض الجمهوريين، لا يزال التفاؤل قائمًا في أوساط القطاع المالي، بإمكانية أن يُمهّد هذا القانون الطريق نحو لوائح أكثر وضوحًا لتنظيم إصدار واستخدام العملات المستقرة.
وفي حال تم اعتماد هذا الإطار التشريعي، فقد يُسهم في دمج سوق العملات المستقرة، التي تبلغ قيمتها حاليًا نحو تريليون دولار، بشكل أكثر عمقًا ضمن الاقتصاد المحلي الأميركي، مما يعزز من شرعيتها ويزيد من ثقة المستثمرين بها.