موجة بيع محدودة تُبطئ صعود البيتكوين مع بدء جني أرباح التعدين

تراجعت عملة البيتكوين قليلاً بعد أن سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق بالقرب من 123,000 دولار أميركي، حيث يبدو أن المعدّنين بدؤوا بجني الأرباح.
فقد انخفضت العملة بنحو 5% عن ذروتها الأخيرة، وتُتداول حاليًا عند حوالي 117,538 دولارًا أميركيًا وقت النشر. ورغم استمرار بعض الزخم في السوق، إلا أن هناك مؤشرات على بدء ظهور ضغط قصير الأجل، لا سيما من جهة المعدّنين والمستثمرين طويلي الأجل.
وفي هذا السياق، أشار تحليل نُشر في 16 يوليو من قِبل المحلل المعروف باسم Avocado_onchain، المساهم في منصة CryptoQuant، إلى أن مؤشر مراكز المعدّنين قد ارتفع فوق مستوى 2.7. ويُظهر هذا الارتفاع أن المعدّنين يحوّلون كميات متزايدة من البيتكوين إلى منصات التداول، مقارنةً بمتوسطهم السنوي. تاريخيًا، غالبًا ما كان هذا النمط يُنبئ بتصحيح مؤقت في الأسعار، حيث يُقدم بعض عمال التعدين على بيع ما لديهم من عملات بعد موجات ارتفاع حادّة.
ومع ذلك، فإن هذا المؤشر لا يزال حتى الآن دون المستويات القصوى التي تم تسجيلها خلال قمم السوق السابقة، ما يُشير إلى أن حركة البيع قد تكون محدودة النطاق. ووفقًا للمحلل ذاته، قد تكون هذه الحركة جزءًا من النمط المعروف خلال دورات الصعود، والذي يتضمّن مرحلة جانبية قصيرة أو تراجع بسيط، يعقبه عادةً ارتفاع جديد في الأسعار.
من ناحية أخرى، أشار تقرير صادر عن Onchain School، وهي أيضًا من مساهمي CryptoQuant، في 16 يوليو، إلى ارتفاع ملحوظ في نشاط جني الأرباح من قبل المستثمرين طويلي الأجل قبل حوالي عشرة أيام. ورغم أن هذا السلوك لم يمنع استمرار صعود السعر، إلا أنه يُظهر تحرّك بعض العملات القديمة، وهي غالبًا مؤشر على أن المستثمرين الأوائل بدأوا بتحقيق مكاسب. وحتى اللحظة، لا يمكن الجزم ما إذا كانت هذه التحركات تمثل نقطة تحوّل في السوق، أم أنها مجرد توقف مؤقت ضمن مسار صاعد.
وعلى صعيد الأداء اليومي، ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 0.3% خلال الـ24 ساعة الماضية، وبنسبة 8% خلال الأسبوع الأخير. وفي المقابل، شهد حجم التداول تراجعًا بنسبة 9.7% ليبلغ 63.9 مليار دولار. كما تراجع حجم العقود الآجلة بنسبة 14.76%، في حين انخفضت الفائدة المفتوحة بنسبة 1% فقط، ما يُشير إلى انخفاض نسبي في اهتمام المتداولين في سوق المشتقات.
فنيًا، لا يزال البيتكوين يتحرّك ضمن اتجاه تصاعدي قوي، إذ لا يزال السعر أعلى من متوسطاته المتحركة الرئيسية، وكذلك فوق النطاق الأوسط لمؤشر بولينجر باند. ويستقر مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 67.42، وهو ما يُعد أقل بقليل من مستويات التشبع الشرائي، مما يُوحي بإمكانية استمرار الارتفاع دون خطر انفجار فقاعة سعرية وشيك.
على المدى القصير، قد يُواجه البيتكوين مقاومة قوية قرب مستويات 121,000 إلى 123,000 دولار أميركي، في حين يتوقع أن يجد دعماً عند 111,000 دولار، ثم 102,000 دولار إذا استمر الهبوط. وقد يكون اختبار هذه المستويات بمثابة إعادة ضبط للزخم قبل أي اندفاعة صعودية جديدة.
في المجمل، تظل التوقعات طويلة الأجل إيجابية. فلا تزال البيئة الاقتصادية الكلية تُعزز من مكانة البيتكوين كمخزن للقيمة، مع غياب مؤشرات قوية على انسحاب المستثمرين المؤسسيين، واستقرار نسبي في نشاط التعدين دون بوادر ضغط أو هلع. وبالتالي، فإن أي تراجع في الأسعار قد يُمثّل فرصة دخول جديدة بدلًا من كونه علامة على انعكاس طويل الأجل، إذا ما استمر الاتجاه الإيجابي السائد في السوق.