استثمارات بـ3.63 مليار دولار في صناديق بيتكوين وإيثيريوم وسط زخم صعودي
سجلت صناديق التداول الفورية الخاصة بعملتي بيتكوين وإيثيريوم تدفقات إجمالية بلغت 3.63 مليار دولار أميركي بين 7 و11 يوليو 2025، مدفوعة بزخم صعودي يهيمن على سوق العملات الرقمية. ووفقًا لشركة “وو بلوكتشين”، استقطبت صناديق بيتكوين وحدها 2.72 مليار دولار خلال هذه الفترة، في حين حققت صناديق تداول إيثيريوم الفورية 908 ملايين دولار، مع استمرار لافت لعدم تسجيل أي تدفقات خارجة من جميع صناديق إيثريوم التسعة، وذلك للأسبوع التاسع على التوالي.
ويُعد هذا الأداء القوي مؤشراً واضحًا على الإقبال المؤسسي المستمر على الاستثمار في العملات الرقمية، مدفوعًا بارتفاع الأسعار، وزيادة الثقة، وتحسن الظروف الاقتصادية العالمية.
المؤسسات تواصل الشراء مع ارتفاع أسعار العملات الرقمية
تعكس التدفقات الإيجابية إلى صناديق تداول البيتكوين الفورية لمدة خمسة أسابيع متتالية تنامي ثقة المستثمرين المؤسسيين. ويُعد التدفق الأسبوعي الأخير، البالغ 2.72 مليار دولار، من أقوى التدفقات في الربع الثالث حتى الآن. وفي الوقت نفسه، بدأت صناديق تداول إيثيريوم الفورية تكتسب زخمًا تدريجيًا، إذ حافظت على تدفقات صافية إيجابية لمدة تسعة أسابيع متتالية، بالتوازي مع ارتفاع في حجم التداول.
ويشير محللون إلى أن هذه التحركات لا تقتصر على شراء سلبي، بل تترافق مع تحركات منسّقة في سوق سندات الخزانة، واستراتيجيات تموضع طويلة الأجل، وتحوّلات واسعة في معنويات الأسواق المالية.
هذا ويشهد السوق حاليًا موجة صعود حاد، يتضح من خلال ارتفاع أحجام التداول، وزيادة الفائدة المفتوحة، وعودة مؤشر “الخوف والجشع” في سوق العملات الرقمية إلى منطقة “الجشع الشديد”. ويعكس هذا الارتفاع الكبير في تدفقات صناديق التداول الفورية تفاؤلاً متزايدًا بشأن البيئة التنظيمية، خصوصًا بعد الموافقات الأميركية الأخيرة على منتجات كريبتو جديدة في يونيو.
كما لا يقتصر التفاؤل على بيتكوين وإيثيريوم فحسب، بل يمتد إلى العملات البديلة من الدرجة الثانية والثالثة، حيث يبحث المستثمرون عن فرص ذات عوائد أعلى خارج العملات الكبرى.
الطلب على صناديق التداول يُغذي زخم الأسعار
لطالما اعتُبرت تدفقات صناديق التداول الفورية مؤشرًا رئيسيًا على تحركات الأسعار، وهذه المرة لا تختلف. فقد تجاوز سعر بيتكوين مؤخرًا حاجز 118,000 دولار، بينما استقر سعر إيثيريوم فوق 6,000 دولار، نتيجة الطلب القوي على السوق الفورية، والثقة المدفوعة بنجاح هذه الصناديق.
تمنح هذه المنتجات المؤسسات فرصة التعرّض للعملات الرقمية دون الحاجة إلى امتلاكها فعليًا، ما يخفف من مخاطر الحفظ، ويُحسن الامتثال التنظيمي. وقد أثبتت بالفعل أهميتها كجزء من المحافظ الاستثمارية الحديثة. ومع ذلك، يُحذر بعض المحللين من المبالغة في التفاؤل، حيث قد يؤدي الارتفاع السريع في التدفقات والأسعار إلى تصحيحات قصيرة الأجل، خاصةً في حال تفاقمت التحديات الاقتصادية العالمية أو ارتفعت شهية المخاطرة بشكل مفرط.
قوة إيثيريوم الهادئة
رغم أن أداء إيثيريوم يبدو أكثر هدوءًا مقارنة ببيتكوين، إلا أن ثباته يبعث برسالة قوية للأسواق. إذ تُظهر تسعة أسابيع متتالية من التدفقات الداخلة دون أي خروج، ثقة متنامية بقيمة إيثيريوم على المدى الطويل. وتشمل العوامل الداعمة له التطورات في حلول التخزين، وتوسع اعتماد بروتوكولات EIP-7702، إلى جانب السياسات المالية الجديدة التي تنتهجها بروتوكولات التمويل اللامركزي.
وبينما يُلمّح عدد من مديري الصناديق إلى نيتهم زيادة مخصصات الإيثيريوم في الربع الثالث، يُرجّح أن تواصل صناديق المؤشرات المتداولة الخاصة بإيثيريوم جذب المزيد من التدفقات، خاصةً إذا حافظت بيتكوين على مستوياتها القياسية.
تعيش أسواق العملات الرقمية مرحلة انتعاش واضحة، مدعومة بتدفقات قوية إلى صناديق التداول الفورية، وتوقعات مستقبلية متفائلة، وأساسيات سوقية قوية. ولا تزال كل من بيتكوين وإيثبريوم في قلب هذا الزخم، حيث تُعد صناديقهما المتداولة مرآة لحالة السوق العامة.
لكن، ورغم هذا الأداء الإيجابي، فإن وتيرة الصعود تستوجب قدرًا من الحذر. فالتدفقات الكبيرة قد تعكس حالة شراء مفرط قد تُفضي إلى تراجعات سريعة. ومع ذلك، يظل الاتجاه العام صاعدًا في الوقت الحالي، وتستمر صناديق التداول الفورية في قيادة هذا التوجه بثقة متزايدة من قبل المستثمرين المؤسسيين.
