أخبار حكوميةأخبار عالميةأصول ممثلة رقميًا

ارتفاع قياسي للبيتكوين وسط موجة شراء تقودها صناديق التداول الفورية

دخلت عملة البيتكوين رسميًا مرحلة اكتشاف الأسعار، متجاوزةً أعلى مستوى كانت قد بلغته في مايو، وذلك في ظل فشل المؤشرات الهبوطية في احتواء التدفقات التي تقودها صناديق التداول الفورية، إلى جانب تزايد اعتماد الشركات على إدراج البيتكوين ضمن ميزانياتها العمومية، والتمتع برياح اقتصادية كلية مواتية. في هذا السياق، يُغذي المتداولون الذين راهنوا ضد هذا الاختراق المرحلة التالية من الارتفاع.

ففي 9 يوليو، ارتفعت عملة البيتكوين بأكثر من 2% لتتداول فوق أعلى مستوى لها على الإطلاق، والذي بلغ 111,970 دولارًا أميركيًا في مايو الماضي. وقد جاء هذا الارتفاع متحديًا جدارًا من الشكوك، إذ ارتفعت قيمة الفائدة على المكشوف إلى 35 مليار دولار قبل هذا الصعود، بينما أظهرت المؤشرات الفنية تباعدات ذات طابع هبوطي.
وبالتالي، يمكن اعتبار هذا المستوى التاريخي الجديد للبيتكوين تأكيدًا على أن تدفقات رأس المال المؤسسي، وليس الرافعة المالية للمستثمرين الأفراد، هي التي أصبحت تُحدد الآن نقاط انعطاف السوق. فقد دخلت العملة الرقمية الأصلية منطقة مجهولة، في وقتٍ تشهد فيه البيئة الاقتصادية الكلية ضغوطًا بسبب بيانات العمل المتشددة والانخفاض المفاجئ في توقعات خفض أسعار الفائدة، متحديةً بذلك المشاعر الهبوطية قصيرة الأجل التي كانت قد سيطرت على الأسواق في وقت سابق من الأسبوع.
ويأتي هذا الارتفاع في وقتٍ تراجعت فيه أهمية العوامل التقليدية المحركة لسوق العملات الرقمية، مثل روايات خفض مكافآت التعدين إلى النصف أو الحماس المضاربي لدى مستثمري التجزئة، لصالح تدفقات أكثر استدامة يقودها الطلب المؤسسي والشركات.

وما بدا حركةً سعرية غير متوقعة، في ظل تباطؤ رهانات خفض الفائدة وزيادة مراكز البيع على المكشوف، يُشير إلى تحول جوهري في هيكل السوق. فقد تحوّلت مراكز البيع المفتوحة، التي بلغت قيمتها 35 مليار دولار قبل هذا الصعود، إلى وقود لهذا الارتفاع، إذ أدت التدفقات القادمة من صناديق الاستثمار المتداولة وعمليات الشراء المؤسسية إلى ضغط في المعروض أجبر المتشائمين على تغطية مراكزهم.
وبحسب البيانات، فقد استوعبت صناديق تداول البيتكوين الفورية ما يقرب من 245,000 بيتكوين خلال الربع الثاني فقط، وهو ما يعادل نحو 1% من إجمالي المعروض من العملة. في الوقت ذاته، أضافت شركات عامة، باستثناء ستراتيجي، مليارات الدولارات من البيتكوين إلى ميزانياتها العمومية. ويصف محللو “ستاندرد تشارترد” هذا التوجه بـ”نظام تدفق جديد”، حيث يفوق الاستيعاب المؤسسي المعروض الجديد من التعدين بنسبة 3 إلى 1.

وعلى الصعيد الاقتصادي العام، استقرت أسواق المخاطر الأوسع نطاقًا في ظل أداء أقوى من المتوقع للاقتصاد الأميركي. فقد أظهر تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يونيو إضافة 147,000 وظيفة، مع انخفاض معدل البطالة إلى 4.1%، ما يُعزز صورة المرونة الاقتصادية الأميركية.
وقد أدت هذه البيانات إلى إعادة تسعير حادة لتوقعات أسعار الفائدة. إذ يُظهر مؤشر CME FedWatch الآن احتمالًا لا يتجاوز 5% لخفض الفائدة في يوليو، مقارنةً بـ24% في وقت سابق من الأسبوع. وعلى الرغم من أن تشديد السياسة النقدية يُفترض أن يُؤثر سلبًا على الأصول ذات المخاطر العالية، فإن ارتفاع البيتكوين بالتوازي مع الأسهم يُشير إلى إعادة تصنيفه كأداة لجذب السيولة، لا كأصل عالي المخاطر في بيئة تُعاني من شح رأس المال.
وقد دعمت الأسواق هذا التوجه أيضًا، حيث ارتفع مؤشرا S&P 500 وناسداك يوم الأربعاء، فيما أضاف مؤشر داو جونز 164 نقطة، أي بنسبة 0.4%.

من جهة أخرى، أضافت التطورات الجيوسياسية رياحًا مواتية غير متوقعة للأسواق. ففي 9 يوليو، أطلقت إدارة ترامب تحذيرات إلى ست دول، حيث فرضت رسومًا جمركية بنسبة 30% على الجزائر والعراق، في حين تواجه كل من بروناي، ليبيا، ومولدوفا رسومًا بنسبة 25%، وتستعد الفلبين لمواجهة رسوم بنسبة 20%.
ويُعتبر هذا التصعيد جزءًا من حملة أوسع للتعريفات الجمركية، جاءت بعد تهديدات مماثلة لليابان وكوريا الجنوبية في وقت سابق من الأسبوع. ومن المعروف تاريخيًا أن مثل هذه الإجراءات تؤدي إلى تضخم واضطرابات في سلاسل التوريد، بالإضافة إلى عمليات بيع مكثفة للأسهم. لكن الهدوء الملحوظ في أداء البيتكوين يُشير إلى أن المتداولين لم يدخلوا بعد مرحلة الذعر.

ومع ذلك، يُحذر جيمس باترفيل من “كوينشيرز” من أن هذا الهدوء قد لا يدوم، إذ صرّح في تقرير سابق أن “على المدى القصير، تؤدي التعريفات الجمركية إلى تباطؤ النمو وتثير المخاوف بشأن الأصول ذات المخاطر، بما في ذلك البيتكوين”.
كما حذر نيكولاي سوندرغارد من “نانسن” من الإفراط في تقدير تأثير هذه الطفرات اللحظية، وقال لموقع crypto.news: “من المرجح أن تثير الإعلانات المتزايدة للتعريفات الجمركية بعض القلق في الأسواق، لكن المتداولين باتوا معتادين على توقع الصفقات في اللحظات الأخيرة”. وأضاف أن الاختبار الحقيقي سيأتي في الأول من أغسطس، وإذا دخلت التعريفات حيز التنفيذ، فقد يُحطم ذلك حالة التماسك السعري التي تظهرها البيتكوين حاليًا.

مكتب التحرير

مكتب التحرير في موقع آنلوك بلوكتشين الصحافي مؤلف من مجموعة من الصحافيين المتخصصين في مجال تقنيات البلوكتشين والتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية. يهدف فريق عمل آنلوك لتزويدكم بكل التطورات والأخبار والتحليلات حول تقنية بلوكتشين والمشتقات المرتبطة بها وإلى نشر المعرفة الصحيحة حولها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. تواصل مع فريق العمل عبر هذا البريد الإلكتروني: info(@)unlock-bc.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى