“زوديا” تستحوذ على “تانغستن” و”فيجمنت” توسّع نطاقها الإقليمي
مع ترسّخ قطاع العملات الرقمية العالمية وارتفاع الطلب المؤسّسي، تُضاعف شركتان رائدتان، هما “زوديا كاستودي – Zodia Custody” و”فيجمنت – Figment”، جهودهما في منطقة الشرق الأوسط، ما يُظهر مرةً أخرى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبرز كمركز حيوي للبنية التحتية للأصول الرقمية المنظّمة.
استحوذت “زوديا كاستودي”، منصة الأصول الرقمية الرائدة على مستوى المؤسسات والمدعومة من ستاندرد تشارترد، ونورثرن ترست، وإس بي آي هولدينغز، وبنك أستراليا الوطني، وبنك الإمارات دبي الوطني، ومؤسسات كبرى أخرى، رسميًا على “تانغستن كاستودي سوليوشنز”، وهي شركة وصاية مقرّها دولة الإمارات وخاضعة لرقابة سوق أبوظبي العالمي (ADGM). تُتيح هذه الصفقة، التي أُعلن عنها لأول مرة في أبريل، لشركة زوديا وجودًا مرخّصًا في منطقة تُعتبر محورًا رئيسيًا في مستقبل التمويل الرقمي.
يمنح ترخيص “تانغستن” بموجب هيئة تنظيم الخدمات المالية (FSRA) التابعة لسوق أبوظبي العالمي، بالإضافة إلى موافقتها الأولية من هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA) في دبي، زوديا وصولًا مباشرًا إلى واحدة من أكثر الولايات القضائية التنظيمية تقدمًا في العالم للأصول الرقمية. كما تخطّط زوديا لمواصلة السعي للحصول على الترخيص الكامل من VARA عبر تانغستن، في إطار سعيها لتوسيع نطاق عروضها في جميع أنحاء المنطقة.
وصرّح “دوم لونغمان”، الرئيس العالمي للأسواق في زوديا، قائلاً: “يعكس استحواذ زوديا كاستودي على تانغستن التزامنا الراسخ والمستمر تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة. نحن نعزّز حضورنا في سوق تُحدّد معالم تنظيم العملات الرقمية والابتكار المالي على مستوى العالم”.
“فيجمنت” تنضم إلى الساحة بشراكة استراتيجية مع تانغستن
“زوديا” ليست اللاعب المؤسسي الوحيد الذي ينضم إلى هذا القطاع. فقد أعلنت “فيجمنت”، الشركة الرائدة في توفير البنية التحتية لتجميد العملات الرقمية على شبكات إثبات الحصة مثل إيثيريوم وسولانا، عن توسّعها في الشرق الأوسط، إلى جانب شراكة استراتيجية مع “تانغستن”.
وفي إطار هذه الخطوة، عيّنت “فيجمنت” كريستوف ريختر كأول رئيس لتطوير الأعمال في المنطقة. وستُتيح هذه الشراكة خدمات رهانات غير حاضنة للعملاء المؤسسيين في دولة الإمارات العربية المتحدة، مستفيدةً من المكانة التنظيمية لتنجستن وشبكتها المحلية.
وصرّح ريختر: “يُنظر إلى رهانات الإيداع بشكل متزايد على أنها الخيار الآمن في منظومات إثبات الحصة. ومع عوائد تتجاوز معدلات التضخم وتزايد تخصيصات المؤسسات للأصول الرقمية، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مُهيّأة لبنية تحتية متوافقة ومدرّة للعوائد”.
ويتمتّع “ريختر” بخبرة تمتد لأكثر من عقدين في “جي بي مورغان”، و”باركليز”، و”بي إن بي باريبا”، كما يمتلك شبكة قوية من العلاقات في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بعد أن عمل في شراكات البنية التحتية بين القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء المنطقة.
بروز الإمارات كمركز مؤسسي رائد في مجال الكريبتو
لم يكن توقيت هذه الخطوات مصادفة؛ فالنهج التنظيمي المزدوج الذي تنتهجه دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي ترسّخه كل من سوق أبوظبي العالمي في العاصمة وهيئة تنظيم الأصول الرقمية في دبي، جعلها وجهةً مفضلةً لمؤسسات العملات الرقمية التي تسعى إلى الوضوح والمصداقية.
يعزّز استحواذ زوديا على تانغستن مصداقية خدمات الحفظ في وقتٍ تتزايد فيه الرقابة التنظيمية على أمناء الحفظ عالميًا، بينما يُمثّل دخول فيجمنت أول جهدٍ جادٍّ لتوطين خدمات التجميد المؤقت بطريقةٍ متوافقةٍ مع المعايير المؤسسية.
تُسلّط هاتان الخطوتان الضوء أيضًا على موضوعٍ أوسع نطاقًا، يتمثل في التقاء خدمات التجميد المؤقت والامتثال كركائز أساسية للبنية التحتية المؤسسية للأصول الرقمية.
ومع بيئة سياسية ناضجة وزيادة ملحوظة في تخصيص رأس المال من قِبل المستثمرين الخليجيين، لا شكّ في أن دولة الإمارات العربية المتحدة تُصبح بسرعة ساحة اختبار رئيسية للجهات العالمية التي تسعى إلى دمج الابتكار مع المساءلة التنظيمية.
