تدفقات صناديق إيثيريوم الفورية تتجاوز 4 مليارات دولار بقيادة بلاك روك

حققت صناديق تداول الإيثيريوم الفورية إنجازًا بارزًا، بعد أن تجاوزت صافي التدفقات الداخلة حاجز 4 مليارات دولار أميركي (ما يعادل 6.13 مليار دولار أسترالي). ومن اللافت أن بلوغ مستوى 3 مليارات دولار استغرق حوالي 210 أيام تداول، بينما أضيف المليار التالي خلال 15 جلسة فقط، مما يعكس تسارعًا غير مسبوق في وتيرة الاستثمارات المؤسسية.
ويُجسّد هذا التسارع الهائل تحولًا واضحًا في سلوك المؤسسات، التي بدأت بضخ تدفقاتها بشكل مكثف وسريع أواخر شهر مايو، بعد أشهر من التراكم الحذر والمتدرج. وقد دخل ما يقارب ربع إجمالي رأس المال في فترة قصيرة نسبيًا من إجمالي مدة التداول، مما يُظهر مستوى الثقة المتزايد بالإيثيريوم كأصل استثماري.
وفي مقدمة الشركات التي تقود هذا النمو، تواصل “بلاك روك” الحفاظ على موقعها الريادي بلا منازع. إذ يمتلك صندوقها “iShares Ethereum Trust” أكثر من 5.3 مليار دولار أميركي (8.13 مليار دولار أسترالي) من الأصول تحت الإدارة. كما تسجل “فيديليتي” نموًا متسارعًا أيضًا، حيث بلغت تدفقاتها الداخلة حوالي 1.6 مليار دولار أميركي (2.45 مليار دولار أسترالي).
في المقابل، يشهد صندوق “ETHE” التابع لشركة “Grayscale” تدفقات خارجة كبيرة، حيث خسر أكثر من 4.2 مليار دولار أميركي (6.4 مليار دولار أسترالي). ويُعزى هذا الاستنزاف إلى استمرار الشركة في فرض رسوم مرتفعة تبلغ 2.5%، أي عشرة أضعاف الرسوم التي تفرضها “بلاك روك” و”فيديليتي”، البالغة 0.25% فقط. وفي سوق ناضجة، حيث أصبحت الرسوم أكثر تنافسية من أي وقت مضى، فإن مثل هذا الفارق في التكاليف يُعد غير مقبول بالنسبة لمعظم المستثمرين.
على صعيد الأداء السعري، تراجعت عملة “إيثر” هذا الأسبوع بنسبة 4%، في حين شهد سوق العملات الرقمية الأوسع نطاقًا ارتفاعًا. ومع اقتراب “بيتكوين” من أعلى مستوياتها التاريخية، عجز “إيثر” عن استعادة مستوى 2,800 دولار أميركي (4,285 دولارًا أستراليًا)، وهو ما كشف عن ضعف واضح في الثقة الصعودية تجاه العملة.
وتؤكد معدلات التمويل الدائم هذا الاتجاه. فقبل أسبوعين فقط، كان المتداولون يدفعون علاوة سنوية تبلغ 10% للاحتفاظ بمراكز شراء في الإيثر، أما الآن فقد انقلب المعدل إلى سلبي ليسجل -2%، بحسب بيانات منصة Coinalyze. ويعكس هذا التحول الحاد في المعنويات تباطؤ الزخم الصعودي بشكل لافت.
غير أن ما قد يُعيد إحياء هذا الزخم هو التطورات التنظيمية المرتقبة من جانب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC). إذ تُجري الهيئة حاليًا تعديلات جوهرية قد تعيد صياغة آليات عمل صناديق تداول الإيثيريوم الفورية، خصوصًا من خلال الموافقة على عمليات الإنشاء العينية والإيداع المحلي. ومن المتوقع صدور قرار أولي بهذا الشأن بحلول أواخر عام 2025.