أخبار عالميةأصول ممثلة رقميًا

تراجع اهتمام المستثمرين بصناديق تداول البيتكوين وسط تصاعد القلق الجيوسياسي

شهدت صناديق تداول البيتكوين الفورية بالولايات المتحدة انخفاضًا ملحوظًا في التدفقات الواردة، وسط تدهور واضح في معنويات المستثمرين، بالتزامن مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
فبحسب بيانات SoSoValue، استقطبت الصناديق الاثنا عشر المتداولة لعملة بيتكوين حوالي 1.02 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل تراجعًا يزيد عن 26% مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، والذي شهد تدفقات بقيمة 1.39 مليار دولار.

وقد بدأ الأسبوع الممتد من 16 إلى 20 يونيو بنشاط قوي، حيث بلغت التدفقات يوم الاثنين 412.2 مليون دولار، تلتها 216.48 مليون دولار يوم الثلاثاء، ثم 389.57 مليون دولار يوم الأربعاء. ومع إغلاق الأسواق يوم الخميس لعطلة الاستقلال، سُجّل يوم الجمعة انخفاض حاد في التدفقات، حيث لم تتجاوز 6.37 مليون دولار، أي بانخفاض يقارب 98% عن متوسط الأيام السابقة.
وقد تركزت معظم تحركات الجمعة في صندوقين رئيسيين: فقد حقق صندوق بلاك روك (IBIT) تدفقات داخلة بقيمة 46.91 مليون دولار، إلا أن ذلك قابله خروج ضخم من صندوق فيديليتي (FBTC) بقيمة 440.55 مليون دولار، بينما بقيت الصناديق الأخرى دون أي نشاط يُذكر.

جاء هذا التراجع وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، إذ منح الرئيس دونالد ترامب مهلة أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، ما أثار قلق المستثمرين وزاد حالة الترقب في الأسواق العالمية، وخصوصًا أسواق الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية.
وفي تطور أكثر دراماتيكية، شنت القوات الأميركية في 22 يونيو غارات جوية منسقة استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، ما اعتُبر نقطة تحول خطيرة في الأزمة المتصاعدة.

وردًا على ذلك، توعّدت إيران بالرد، مُهددةً بـ”عواقب لا تُطاق”، بل وبإغلاق مضيق هرمز، وهو شريان حيوي يمر من خلاله نحو 20% من صادرات النفط العالمية.
وقد أدى هذا التصعيد إلى حالة من التأهب القصوى في أسواق النفط، مع توقّعات بعض المحللين بأن ترتفع الأسعار إلى 120–130 دولارًا للبرميل، الأمر الذي قد يُعيد التضخم الأميركي إلى مستويات خطيرة تقارب 5%، كما كان الحال في مارس 2023 حين كان الاحتياطي الفيدرالي يواصل رفع أسعار الفائدة.

تاريخيًا، تُعتبر أسعار النفط مؤشرًا حساسًا لاستقرار الاقتصاد العالمي، ويمكن أن تؤثر بشكل مباشر على سياسات البنوك المركزية، مما ينعكس بدوره على شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر كبيتكوين.
وفي ظل هذه التطورات، بدأت الأسواق تتجه نحو أصول الملاذ الآمن، مثل الذهب وأسهم قطاع الدفاع، في وقت بدأ فيه المستثمرون بالتخلي عن العملات الرقمية.

وقد انخفضت بيتكوين بأكثر من 2.8% لتتراجع إلى ما دون 99,000 دولار يوم 22 يونيو، في حين سجّلت إيثيريوم انخفاضًا أكبر بنحو 9%، كما تراجعت معظم العملات البديلة الرئيسية، مثل Celestia وAptos وAB، بأكثر من 9% أيضًا.
ورغم هذا التراجع، تمكنت بيتكوين من استعادة عافيتها بسرعة، متجاوزة مجددًا 100,000 دولار بفضل ارتفاع ملحوظ في حجم التداول اليومي بنسبة 75.8% ليصل إلى 48.4 مليار دولار.

في موازاة ذلك، شهدت أسواق المشتقات نموًا كبيرًا، حيث ارتفع حجم التداول بنسبة 67% ليبلغ 136 مليار دولار، بحسب بيانات CoinGlass، ما يُشير إلى أن بعض المتداولين أوقفوا مراكزهم بسبب الغموض، لكنهم عادوا لاختبار الأسواق مجددًا.
وفي ضوء هذه المؤشرات، من المرجح أن يُحدد المسار المستقبلي لعملة بيتكوين من خلال وتيرة الحلول الدبلوماسية للأزمة، بالإضافة إلى قدرة صناديق التداول الفورية على الصمود أمام ضغوط البيع، وهما عاملان لطالما أثّرا على أداء بيتكوين خلال فترات الأزمات الجيوسياسية.

مكتب التحرير

مكتب التحرير في موقع آنلوك بلوكتشين الصحافي مؤلف من مجموعة من الصحافيين المتخصصين في مجال تقنيات البلوكتشين والتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية. يهدف فريق عمل آنلوك لتزويدكم بكل التطورات والأخبار والتحليلات حول تقنية بلوكتشين والمشتقات المرتبطة بها وإلى نشر المعرفة الصحيحة حولها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. تواصل مع فريق العمل عبر هذا البريد الإلكتروني: info(@)unlock-bc.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى