أخبار عالميةأصول ممثلة رقميًامنصات تداول

ترخيص MiCA يفتح أبواب الإتحاد الأوروبي أمام “كوين بيس”

أعلنت شركة كوين بيس يوم الجمعة أنها حصلت على موافقة الجهات التنظيمية للعمل في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، وذلك ضمن إطار تنظيم “أسواق الأصول الرقمية” (MiCA).
ويُعد هذا الترخيص، الذي منحته السلطات المالية في لوكسمبورغ، خطوة مهمة تتيح لكوين بيس تقديم خدمات العملات الرقمية في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبالغ عددها 27 دولة.

ويؤكد هذا الإعلان ما كان مجرد تكهنات استمرت لأسابيع، بأن كوين بيس، إلى جانب منافستها بورصة جيميني، تستعدان للتسجيل رسميًا ضمن إطار MiCA، الذي أصبح ساري المفعول في يونيو 2023.
وقد أوضحت كوين بيس أن اختيارها لوكسمبورغ كمقر تنظيمي جاء بسبب نهجها الحكومي الشامل تجاه تقنية البلوكتشين، إضافة إلى أربعة قوانين رئيسية متعلقة بها صدرت في السنوات الأخيرة، ما جعلها بيئة ملائمة لتوسع الشركة في السوق الأوروبية.

كما أضافت الشركة في بيانها: “على مدار السنوات القليلة الماضية، عملنا بشكل وثيق مع الجهات التنظيمية في مختلف أنحاء أوروبا، وحصلنا على تراخيص في ألمانيا وفرنسا وأيرلندا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا”.
وتابعت: “الآن، ومع دخول MiCA حيز التنفيذ، نوحّد هذه الجهود تحت إطار تنظيمي موحّد، مما يُتيح لملايين الأوروبيين الوصول إلى خدمات عملات رقمية منظمة وموثوقة وآمنة”.

ويُنشئ قانون MiCA نظام ترخيص موحد لمقدمي خدمات الأصول الرقمية، حيث يُتيح الحصول على ترخيص في دولة أوروبية واحدة تمرير الخدمات إلى باقي دول الاتحاد دون الحاجة للحصول على تراخيص إضافية. ومع ذلك، تحتفظ الدول الأعضاء بصلاحيات محدودة لحظر بعض الأنشطة إذا وُجد أساس قانوني لذلك، لكنها لا تستطيع عمومًا منع شركة مرخصة من تقديم خدماتها داخل حدودها.
ورغم الترحيب الواسع بهذا الإطار الموحد، إلا أن النظام لم يخلُ من الانتقادات. فقد أبدى عدد من الجهات التنظيمية وأقطاب الصناعة قلقهم من أن الشركات قد تسعى للتسجيل في دول ذات موارد تنظيمية محدودة، مما قد يُضعف فعالية التنفيذ والإشراف.

ويأتي ترخيص كوين بيس في لوكسمبورغ، بالتوازي مع محاولة جيميني التسجيل في مالطا، بعد موجة من الموافقات التنظيمية لشركات كبرى في نفس الدول، بما في ذلك OKX، وBitstamp، وCrypto.com.
ومع ذلك، فإن هذه التراخيص لم تُعفِ الشركات من المساءلة. فقد قامت مالطا في أبريل الماضي بتغريم OKX مبلغ 1.2 مليون دولار، بسبب إخفاقات سابقة في الامتثال لقوانين مكافحة غسل الأموال، ما يُبرز التحديات الكامنة في الاعتماد على ترخيص واحد لنطاق تشغيلي واسع.

وفي هذا السياق، أشار محللون إلى أن حجم العمليات المحلية في الدولة المانحة للترخيص غالبًا ما يكون صغيرًا مقارنةً بالتأثير الكبير الذي تتركه هذه الشركات على مستوى الاتحاد الأوروبي ككل.
وقد سبق لـبيتر كورك، الرئيس التنفيذي لمنصة “إيكونومي” البريطانية لإدارة محافظ العملات الرقمية، أن حذّر من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى “سباق نحو القاع” في تطبيق معايير الإنفاذ التنظيمي.
وفي تصريح لموقع “ديكريبت” مطلع هذا الشهر، قال: “إن قيام دول ذات قدرات تنظيمية محدودة بمنح تراخيص للشركات الكبرى قد يُضعف حماية المستهلك والثقة العابرة للحدود”.
وأضاف كورك بأن المسألة لا تتعلق فقط بإصدار التراخيص، بل بسمعة الاتحاد الأوروبي الجماعية في مجال التمويل الرقمي، وما قد ينتج عنها من تداعيات على المدى الطويل.

وفي ظل هذه المخاوف، تقوم هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية حاليًا بمراجعة إجراءات الترخيص في مالطا، ومن المتوقع أن تُصدر تقريرًا تفصيليًا حول نتائج التحقيق قريبًا، ما قد يُعيد فتح النقاش حول فعالية الإطار التنظيمي الأوروبي الموحد.

مكتب التحرير

مكتب التحرير في موقع آنلوك بلوكتشين الصحافي مؤلف من مجموعة من الصحافيين المتخصصين في مجال تقنيات البلوكتشين والتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية. يهدف فريق عمل آنلوك لتزويدكم بكل التطورات والأخبار والتحليلات حول تقنية بلوكتشين والمشتقات المرتبطة بها وإلى نشر المعرفة الصحيحة حولها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. تواصل مع فريق العمل عبر هذا البريد الإلكتروني: info(@)unlock-bc.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى