بعد إقراره في مجلس الشيوخ.. ترامب يدعو لتسريع تمرير قانون “جينيوس”

يدعو الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعضاء مجلس النواب إلى الإسراع في مناقشة قانون “جينيوس – GENIUS”، وهو مشروع قانون يركّز على تنظيم العملات المستقرة، وقد أقرّه مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء بأغلبية 68 صوتًا مقابل 30 صوتًا.
ويهدف مشروع القانون إلى إنشاء إطار عمل اتحادي شامل لإصدار وتنظيم العملات المستقرة، بما في ذلك وضع معايير للضمانات الاحتياطية، وتنظيم عمليات التدقيق، وتحديد شروط الترخيص. وقد أشاد ترامب بالتشريع، واصفًا إياه بأنه “مذهل”، ومعتبِرًا أنه خطوة نحو جعل “أميركا الرائدة بلا منازع في مجال الأصول الرقمية”.
وفي حديث له عبر منصة “تروث سوشيال”، حثّ ترامب مجلس النواب على التحرك بسرعة، قائلاً: “نأمل أن يتحرك مجلس النواب بسرعة البرق، وأن يُقرّ قانون ‘جينيوس’ بصيغته النظيفة. أرجو أن يُحال إلى مكتبي في أقرب وقت ممكن – دون تأخير أو إضافات”. وأضاف مؤكدًا: “هذه هي البراعة الأميركية في أبهى صورها، وسنُظهر للعالم كيف ننجح في استخدام الأصول الرقمية بشكل غير مسبوق”.
ورغم أن تصويت مجلس الشيوخ يُعدّ إنجازًا هامًا، إلا أن مشروع القانون لا يزال يواجه تحديات في مجلس النواب، حيث ينقسم المشرّعون حول ما إذا كان ينبغي اعتماد مشروع “جينيوس” كما هو، أو دمجه مع قوانين أوسع نطاقًا لتنظيم العملات الرقمية، مثل قانوني CLARITY وSTABLE.
في هذا السياق، تبرز المخاوف بشأن تضارب المصالح، خصوصًا تلك المرتبطة بانخراط عائلة ترامب في قطاع الأصول الرقمية. إذ تسمح النسخة النهائية من القانون، كما أقرّها مجلس الشيوخ، للرئيس ونائب الرئيس الحاليين، فضلًا عن أفراد عائلاتهم، بالمشاركة في مشاريع العملات المستقرة. وهو ما اعتبره منتقدو القانون ثغرة خطيرة قد تفتح الباب أمام الفساد، خاصة في ظل الارتباط المباشر بين ترامب وعملة USD1 المستقرة، والتي أصبحت ثامن أكبر عملة مستقرة من حيث القيمة السوقية.
وفي هذا الصدد، صرّح بارتليت نايلور من منظمة Public Citizen قائلاً: “بتقديم هذه القوانين، أضاع المشرّعون فرصة مواجهة احتيال ترامب في العملات الرقمية، وهو أكبر وأبشع فساد في تاريخ الرئاسة”.
من جانبها، أطلقت السيناتور إليزابيث وارن تحذيرات إضافية، محذرةً من مخاطر تمكُّن عمالقة التكنولوجيا من استغلال العملات المستقرة، قائلة: “إذا لم يُصلح الكونغرس الوضع، فقد يُطلق مليارديرات مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس ومارك زوكربيرغ عملات مستقرة تُتبّع مشترياتك، وتستغل بياناتك، وتُقصي المنافسين”.
في غضون ذلك، بدأت تداعيات إقرار القانون بالظهور على الأسواق المالية، حيث عزّزت موافقة مجلس الشيوخ على قانون “جينيوس” من ثقة المستثمرين وساهمت في ارتفاع قيمة الأسهم المرتبطة بالعملات المستقرة.
فقد شهدت شركتا “كوين بيس” و”سيركل”، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار أسهمهما عقب التصويت. إذ ارتفعت أسهم “سيركل” بنسبة 19.9% لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 178.74 دولارًا، بينما قفزت أسهم “كوين بيس” بنسبة 11.9% لتصل إلى 283.78 دولارًا. ويعكس هذا الارتفاع تفاؤلًا واسعًا لدى المستثمرين بأن الإطار التنظيمي الجديد سيُخفف من المخاطر التي تواجه قطاع العملات المستقرة، ويُمهّد الطريق أمام تبني أوسع لها من قبل المؤسسات الكبرى.
ويُذكر أن الشركتين تربطهما شراكة من خلال اتفاقية لتقاسم الإيرادات الناتجة عن الفوائد المُكتسبة من الاحتياطيات النقدية الداعمة لعملة USDC، والتي بلغت قيمتها السوقية نحو 61.4 مليار دولار بحسب بيانات CoinGecko. وتتولى “سيركل” إدارة هذه الودائع، وإصدار الرموز الجديدة، وضمان وجود احتياطات نقدية بالدولار أو ما يعادله لدعم عمليات الاسترداد، ما يُولّد إيرادات من الفوائد مع تداول العملة.
وفي هذا الإطار، أعرب كل من جيريمي ألير، الرئيس التنفيذي لـ “سيركل”، وبرايان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لـ Coinbase، عن دعمهما العلني القوي لقانون GENIUS، واصفَين إياه بأنه خطوة حاسمة نحو الابتكار المالي وتعزيز القدرة التنافسية العالمية.
وقد أعلنت “كوين بيس” عن تحقيق أرباح بلغت 297 مليون دولار في الربع الأول من عام 2025 من اتفاقية تقاسم الإيرادات مع Circle، مقارنةً بـ197 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2024. ومع تقدّم تشريعات العملات المستقرة، يرى المستثمرون في هذا الوضوح التنظيمي عاملًا حاسمًا يُعزّز نمو الإيرادات ويمنح السوق دفعة قوية نحو الاستقرار والتوسع المستقبلي.