USDT وUSDC تتصدران سوق العملات المستقرة بقيمة 239 مليار دولار
نُشر بحثٌ حول العملات المستقرة، أجرته شركات Artemis وCastle Island Ventures وDragonfly، وشارك في إعداد بياناته 20 شركة تركز على مدفوعات العملات المستقرة، إلى جانب تقديرات من 11 شركة تعمل في قطاعات مجاورة. ويُسلّط هذا التقرير الضوء على الاستخدام المتنامي للعملات المستقرة في العالم الحقيقي، ودورها المتسارع في الاقتصاد الرقمي العالمي.
وقد كانت العملات المستقرة من أبرز المواضيع التي نوقشت في مؤتمر بيتكوين الذي عُقد في مايو في لاس فيغاس، حتى أنها أثارت النكات حول كثرة تكرارها بين المتحدثين. ومع ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية هذا الموضوع، إذ تُعد العملات المستقرة أداة محورية في تعزيز الاستقلال المالي حول العالم. كما أصبحت حاليًا محور نقاش سياسي وتشريعي في مجلس الشيوخ الأميركي، حيث يقترب الحزبان الديمقراطي والجمهوري من التوصل إلى إطار تنظيمي موحّد للعملات المستقرة لأول مرة.
في الوقت الراهن، تجاوزت القيمة السوقية المجمعة لأبرز عملتين مستقرتين، USDT وUSDC، حاجز 214 مليار دولار. كما تُعد شركة “تيذر”، التي تُصدر عملة USDT، من بين أكبر عشر شركات حاملة لسندات الخزانة الأميركية. في المقابل، تعمل شركات دفع كبرى مثل Visa وMastercard وStripe على دمج دعم العملات المستقرة ضمن خدماتها، ما يُعزز من استخدامها على نطاق واسع بين ملايين المستخدمين. وفي هذا السياق، تأتي الدراسة التي أعدّتها Artemis وCastle Island Ventures وDragonfly في توقيت بالغ الأهمية.
ووفقًا لتقديرات الدراسة، يبلغ إجمالي المعروض من العملات المستقرة 239 مليار دولار، موزعة على أكثر من 150 مليون عنوان محفظة رقمية. وأكد الباحثون أن استخدام العملات المستقرة في النشاط الاقتصادي اليومي في تزايد مستمر، إذ تُقدّر الدراسة أنه بين يناير 2023 وفبراير 2025، تمت تسوية مدفوعات غير تداولية بالعملات المستقرة بقيمة 94.2 مليار دولار.
أما على صعيد النمو الشهري، فقد تضاعف حجم مدفوعات العملات المستقرة من حوالي 3 مليارات دولار في نوفمبر 2023 إلى 6 مليارات دولار في ديسمبر 2024، مما يدل على تسارع كبير في وتيرة الاستخدام.
وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي، أظهرت بيانات المسح أن الولايات المتحدة وسنغافورة تتصدران العالم بنسبة استخدام تبلغ 18% لكل منهما، تليهما هونغ كونغ (10%) واليابان (8%)، ثم المملكة المتحدة (6.8%) وألمانيا (4.5%)، بينما تقل النسب في باقي الدول عن 3%.
على مستوى البنية التحتية، تُهيمن شبكتا ترون (Tron) وإيثيريوم (Ethereum) على سلاسل الكتل المستخدمة في معاملات العملات المستقرة، بحصة سوقية إجمالية تتجاوز 90%. وتحتل عملة USDT المرتبة الأولى من حيث الاستخدام، إذ شكلت أكثر من 70% من المعاملات بين عامي 2023 و2025. أما USDC، فقد تجاوزت حصة السوق الخاصة بها 30% مرة واحدة فقط، في مارس 2024.
مع ذلك، تشهد USDC اعتمادًا واسعًا في دول مثل الهند والأرجنتين، وتُستخدم على نطاق مقارب لـ USDT في الولايات المتحدة والمكسيك ونيجيريا وأوغندا وكينيا. ووفقًا للدراسة، فإن 99% من العملات المستقرة مرتبطة بالدولار الأميركي، ومدعومة بأدوات مالية مقومة بالدولار، ما يعزز مكانة الدولار في الاقتصاد الرقمي.
ويُبرز التقرير أن العملات المستقرة، إذا ما تم اعتبارها كيانًا ماليًا مستقلًا، فإنها ستكون رابع عشر أكبر حامل للديون السيادية الأميركية. كما يقتبس التقرير تصريحًا لوزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي شدّد على أهمية العملات المستقرة في تعزيز دور الدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية.
