كازاخستان تُطلق مدينة رقمية لاختبار المدفوعات بالأصول الرقمية

أعلنت كازاخستان عن إطلاق منطقة تجريبية جديدة تُسمى “مدينة العملات الرقمية” (CryptoCity)، حيث ستُستخدم العملات الرقمية كوسيلة للدفع، ولتعزيز الابتكار الرقمي، وتطوير بيئة منظمة لتبني الأصول الرقمية.
وجاء الإعلان عن هذه المبادرة على لسان الرئيس “قاسم جومارت توكاييف” خلال منتدى أستانا الدولي لعام 2025، مؤكدًا التزام الحكومة بتحقيق تحول رقمي شامل. تهدف هذه المبادرة إلى دعم تبني الأصول الرقمية، وتطوير تقنية البلوكتشين، وتهيئة مناخ جاذب للمبتكرين والمستثمرين.
وتُعتبر “مدينة العملات الرقمية” منطقة تجريبية مبتكرة، ستُقبل فيها العملات الرقمية كوسيلة دفع رسمية لشراء السلع والخدمات، بما في ذلك العقارات. وقد صُمّم المشروع ليكون بيئة اختبار حقيقية، يتم فيها استخدام الأصول الرقمية تحت إشراف الجهات التنظيمية المختصة.
وفي هذا السياق، صرّح الرئيس توكاييف قائلًا: “نخطط لإنشاء منطقة تجريبية رائدة تُسمى ‘مدينة العملات الرقمية’، حيث يُمكن استخدام العملات الرقمية لشراء السلع والخدمات، وغيرها الكثير”. وتنسجم هذه الخطوة مع جهود الدولة نحو الاعتراف الرسمي بالعملات الرقمية كوسيلة دفع قانونية.
ولضمان نجاح المشروع، تعمل حكومة كازاخستان على وضع إطار قانوني يضمن حرية تداول العملات الرقمية داخل المدينة، مع مراقبة الامتثال والمخاطر المحتملة. سيُمكّن هذا البرنامج التجريبي الشركات والمستهلكين من إجراء المعاملات باستخدام الأصول الرقمية، مما يُمهّد الطريق لاقتصاد رقمي حديث.
وقد وقع اختيار الحكومة على مدينة ألاتاو كموقع لبناء “CryptoCity”، نظرًا لما تتمتع به من بنية تحتية تكنولوجية وبحثية متقدمة. وتحتضن ألاتاو مجمع كازاخستان للابتكار التكنولوجي، إلى جانب العديد من المؤسسات العلمية، مما يجعلها بيئة مثالية لتطوير مشاريع تقنية البلوكتشين والتمويل الرقمي.
وفي هذا الإطار، صرّح وزير التنمية الرقمية، زهاسلان مادييف، بأن الحكومة تُنهي حاليًا تفاصيل المشروع، مؤكدًا أن ألاتاو تُعد الخيار الأمثل، بفضل قاعدتها التكنولوجية الراسخة. وأعرب عن أمله في أن يُسهم النظام البيئي الحالي في خلق تآزر بين الجهات الفاعلة، ويدفع عجلة النمو الاقتصادي بما يتماشى مع التوجهات العالمية، مثل الولايات المتحدة والصين اللتين بدأتا بالفعل بتبني الأصول الرقمية.
وأضاف مادييف: “الفكرة هي استخدام العملات الرقمية كوسيلة للدفع، سواء في المطاعم والمقاهي أو لشراء العقارات والاستثمار”، مشيرًا إلى أن المدينة قيد التطوير لدعم التشريعات الملائمة والبنية التحتية المناسبة لهذا التحول.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الخطوة تتماشى أيضًا مع الشراكة بين محفظة Bitget Wallet، وهي محفظة غير حاضنة، ومنصة الدفع Coinpal، في مسعى لتسهيل إنفاق المستخدمين لأصولهم الرقمية في المتاجر الإلكترونية المختلفة.
ويمثل إنشاء “CryptoCity” جزءًا من الاستراتيجية الوطنية لكازاخستان لتطوير الاقتصاد الرقمي. فبعد إطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) في عام 2024، والتي ساهمت في تسريع عملية استرداد الضرائب، تواصل الدولة توسعها الرقمي عبر هذه المناطق التجريبية، التي تُمكّن الشركات من استخدام الأصول الرقمية بشكل قانوني، خارج إطار المشاريع الحكومية فقط.
وتسعى الحكومة لوضع لوائح تسمح باستخدام العملات الرقمية في قطاعات حيوية مثل تجارة التجزئة، الضيافة، والعقارات. ومن المتوقع أن تُسهم هذه الخطوة في جذب متخصصي تكنولوجيا المعلومات، وتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز مكانة كازاخستان كرائدة في ابتكارات تقنية البلوكتشين في آسيا الوسطى.
إلى جانب ذلك، يُخطط أن تكون “مدينة العملات الرقمية” منصة اختبار لتطبيق أنظمة الهوية الرقمية المستندة إلى تقنية البلوكتشين، بالإضافة إلى أنظمة الضرائب الرقمية. وستُستخدم البيانات والرؤى الناتجة عن هذه التجارب في صياغة القوانين واللوائح المستقبلية المتعلقة بالتمويل الرقمي.
وفي سياق متصل، تستمر دول أخرى في تطوير استراتيجياتها الخاصة بالأصول الرقمية. ومن بين هذه الدول باكستان، التي أعلنت مؤخرًا عن إطلاق أول احتياطي بيتكوين تديره الحكومة مباشرة، كجزء من استراتيجيتها الوطنية في التحول نحو الاقتصاد الرقمي.