موافقة VARA لـ Ceffu تسلط الضوء على توسّع “بينانس” التنظيمي في الإمارات

حصلت منصة “سيفو – Ceffu”، منصة الحفظ المؤسسي المعروفة سابقًا باسم “بينانس كاستودي -Binance Custody”، على موافقة مبدئية (IPA) من هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA)، وهي خطوة تُعزز حضور “بينانس” التنظيمي في الإمارات العربية المتحدة وتُلقي الضوء على الهيكل المؤسسي لعملياتها.
تُعد هذه الموافقة إنجازًا مهمًا لـ Ceffu، إذ تسمح لها بتقديم خدمات الحفظ للمستثمرين المؤهلين في دبي وخارجها، شرط استيفاء متطلبات الترخيص النهائي. ويعكس هذا التطور التزام “بينانس” المتنامي تجاه دبي كمركز منظم لكل من الخدمات المؤسسية والتجزئة، ضمن استراتيجية تتبلور حاليًا عبر هيئة VARA وسوق أبوظبي العالمي (ADGM).
من “بينانس كاستودي” إلى “سيفو” – والآن إلى VARA
لطالما أدّت Ceffu دورًا هادئًا لكن جوهريًا في استراتيجية “بينانس” المؤسسية. فقد أُطلقت المنصة في البداية تحت اسم Binance Custody، قبل أن تنفصل لتصبح كيانًا قانونيًا مستقلًا يحمل اسم CE Digital Europe sp. z o.o، ومقره في بولندا. وتُقدم Ceffu مجموعة من الخدمات الرئيسية، بما في ذلك خدمات المحفظة المؤهلة، والبنية التحتية للتجميد، إلى جانب أدوات تكامل مثل MirrorX، التي تتيح الوصول إلى التداول على منصة “بينانس” دون الحاجة إلى نقل الأصول فعليًا.
وبناءً على ذلك، تُشكّل الموافقة المبدئية من VARA محطة رئيسية في مسيرة Ceffu، حيث تعزز مكانتها ليس فقط كمزود لخدمات الحفظ، بل كركيزة منظمة لعمليات “بينانس” داخل دولة الإمارات.
مستوى جديد في البنية التنظيمية لـ “بينانس”
مع هذا التقدم، يتعزز حضور بينانس” التنظيمي في دبي بشكل أكبر. إذ بات كيانها لتداول التجزئة، Binance FZE، يحمل ترخيصًا كاملاً كمزود لخدمات الأصول الافتراضية (VASP) بموجب لوائح VARA. وبدورها، ستخضع خدمات الحفظ المؤسسي التي تقدمها Ceffu لنفس الإطار التنظيمي، مما يؤدي إلى إنشاء هيكل متكامل رأسيًا يشمل خدمات التجزئة والمؤسسات والبنية التحتية التقنية.
مع ذلك، لا يُغني هذا التوسع في دبي عن الوجود القوي لبينانس في العاصمة أبوظبي. فقد جددت Binance (AD) Limited، العاملة تحت إشراف هيئة تنظيم الخدمات المالية (FSRA) التابعة لسوق أبوظبي العالمي، ترخيصها التجاري في 9 مايو 2025، مما يعكس استمرارية الالتزام التنظيمي في الإمارة. وعلى الرغم من عدم إعلان “بينانس” عن اسم بديل لرئيسها التنفيذي السابق في أبوظبي عقب التغيير القيادي الأخير، فإن تجديد الترخيص يؤكد أن أبوظبي لا تزال جزءًا محوريًا من استراتيجية “بينانس” متعددة الاختصاصات القضائية في الدولة.
استثمار MGX بقيمة ملياري دولار: الآن في سياقه
تُسلط موافقة Ceffu الضوء على تطور محوري حدث في وقت سابق من العام الجاري. ففي 12 مارس 2025، أعلنت شركة MGX في أبوظبي عن استثمار ضخم بلغت قيمته ملياري دولار في Binance، دون أن تُفصح عن تفاصيل موقع أو غاية هذا الاستثمار.
لكن من خلال السجل العام لسوق أبوظبي العالمي، يتّضح أن شركة Binance (AD) Limited مملوكة بالكامل لشركة Binance MENA Holdings Limited، وهي كيان مُسجل في سوق أبوظبي العالمي لأغراض خاصة. وتخضع هذه الشركة بدورها لملكية مشتركة بين تشانغبينغ تشاو (CZ) وشركة MGX 1 Holding RSC Limited، التابعة لـ MGX.
وعلى الرغم من غياب التأكيدات الرسمية من Binance وMGX بشأن تفاصيل هيكل الاستثمار، إلا أن البنية التنظيمية تشير إلى أن رأس مال MGX صُبّ على الأرجح في أسهم Binance الخاضعة للتنظيم في أبوظبي، وتحديدًا في نشاط الحفظ المؤسسي المرخص.
يتماشى هذا التوجه مع استراتيجية أشمل تهدف إلى تعزيز الوضع التنظيمي لبينانس في الإمارات، مستفيدة في الوقت ذاته من رأس المال المحلي ونفوذ MGX لتقوية العلاقات المؤسسية داخل السوق.
انقسام استراتيجي – ليس دمجًا
بدلًا من دمج جميع العمليات في ولاية قضائية واحدة، تتبع Binance نهجًا تنظيميًا متعدد الطبقات، حيث تستثمر في مراكز مختلفة:
- في دبي (VARA): تُقدم خدمات التجزئة من خلال Binance FZE، في حين يتم تقديم خدمات الحفظ المؤسسي عبر Ceffu.
- في أبوظبي (ADGM): تُدار خدمات الحفظ المؤسسي المتقدمة من قبل Binance (AD) Limited، والتي تشهد أيضًا مشاركة MGX كشريك في الملكية.
ويُوفر هذا النموذج الثنائي مرونة تنظيمية أكبر، معزّزًا بثقة محلية وقدرة على التوسع في الامتثال، وهو ما يُعتبر ضروريًا في بيئة عالمية تواجه بورصات العملات الرقمية فيها تدقيقًا متزايدًا وطلبات متنامية من المؤسسات المالية.
مزيد من الأسئلة في المستقبل
رغم أن موافقة Ceffu تمثل تقدمًا مهمًا، فإنها تفتح الباب أمام تساؤلات جديدة. كيف ستنسق Ceffu عملياتها بين VARA وسوق ADGM؟ وهل ستُصبح MGX أكثر انخراطًا في أنشطة “بينانس” العامة؟ وماذا يعني هذا الهيكل المزدوج للعملاء المؤسسيين الذين يتعاملون مع Binance عبر دبي أو أبوظبي؟
في هذا السياق، تُخطط “أنلوك بلوكتشين” لعقد سلسلة لقاءات مع ممثلي “بينانس” خلال الأسابيع المقبلة، بهدف فهم أعمق للتصميم الاستراتيجي، ومنطق الاستثمار، وخارطة الطريق التنظيمية طويلة الأجل التي تقف خلف هذه التحركات.