“العدل الأميركية” تفتح تحقيقًا في اختراق “كوين بيس” وسط تحذيرات أمنية للمستخدمين
أدى اختراق بيانات حديث في منصة “كوين بيس”، أكبر منصة عملات رقمية في العالم، إلى كشف معلومات حساسة تخص العملاء، مما دفع وزارة العدل الأميركية إلى فتح تحقيق في الحادثة.
ووفقًا لما أعلنته “كوين بيس”، قام مجرمو إنترنت برشوة موظفين من خدمة الدعم الخارجي للمساعدة في تنفيذ الهجوم. ففي 11 مايو، تلقت الشركة بريدًا إلكترونيًا من جهة مجهولة تدّعي امتلاكها لوثائق داخلية وبيانات عملاء، وطالبت بفدية قدرها 20 مليون دولار أمريكي تُدفع بعملة البيتكوين. رفضت “كوين بيس” هذا الطلب، وعرضت بدلًا من ذلك مكافأة بنفس المبلغ لأي شخص يُدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال المتسللين وإدانتهم.
وفي هذا الصدد، قال بول جريوال، كبير المسؤولين القانونيين في “كوين بيس”، في تصريح لوكالة رويترز: “لقد أخطرنا وزارة العدل الأمريكية ووكالات إنفاذ القانون الدولية الأخرى، ونعمل معها، ونرحب بسعي الجهات المعنية إلى توجيه اتهامات جنائية ضد هؤلاء المجرمين”.
وعلى الرغم من عدم تمكن المهاجمين من اختراق بيانات تسجيل الدخول أو كلمات المرور، فإنهم استطاعوا الوصول إلى بيانات شخصية حساسة، مثل الأسماء، عناوين المنازل، أرصدة الحسابات، أرقام الهواتف، رسائل البريد الإلكتروني، وصور بطاقات الهوية الصادرة عن جهات حكومية. وقد تعهّدت “كوين بيس” بتطبيق إجراءات أمنية إضافية، وتعويض المستخدمين الذين تعرّضوا للخداع وتمت سرقة أموالهم.
واستجابةً لتزايد المخاوف الأمنية، أعلنت “كوين بيس” عن إطلاق مركز دعم جديد في الولايات المتحدة بهدف تعزيز حماية العملاء وتقديم خدمات أكثر فاعلية.
هذا الاختراق أثار موجة انتقادات، أبرزها من مايكل أرينغتون، مؤسس موقع TechCrunch ورائد الأعمال المعروف، الذي حذر من عواقب خطيرة وسط تزايد محاولات الاختطاف التي تستهدف أصحاب الثروات في عالم العملات الرقمية.
وغرّد على حسابه قائلاً: “هذا الاختراق الذي يشمل عناوين المنازل وأرصدة الحسابات، سيؤدي إلى موت الناس. وربما يكون قد حدث ذلك بالفعل”.
وأضاف: “إن التكلفة البشرية، المُقاسة بالبؤس، تفوق بكثير الـ 400 مليون دولار التي يعتقدون أنها ستكون كافية لتعويض المتضررين”.
ودعا أرينغتون إلى تشديد الرقابة والمساءلة الجنائية للمديرين التنفيذيين الذين يفشلون في حماية بيانات المستخدمين، مشددًا:
“يجب أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار للجهات التنظيمية. فإذا أدى إهمال أحد التنفيذيين إلى إيذاء الناس، فالسجن يجب أن يكون خيارًا مطروحًا”.
وفي تصريح لموقع Decrypt، قال متحدث باسم “كوين بيس”: “نتفهم أن بعض العملاء والعاملين في هذا القطاع يشعرون بالقلق بعد انتشار أنباء الحادث. نحن نأخذ هذه المخاوف على محمل الجد، ونتعاون بشكل وثيق مع جهات إنفاذ القانون لتعقب المجرمين المسؤولين”.
وأضاف: “إذا كنتم تعتقدون أنكم مستهدفون أو مهددون شخصيًا، يُرجى التواصل فورًا مع الجهات الأمنية المحلية”.
وعلى الرغم من أن “كوين بيس” أبلغت السلطات المختصة بالحادثة، فقد أوضحت بحسب ما نقلته بلومبرغ، أن الشركة نفسها ليست حاليًا قيد التحقيق.
