مقترح من “بوتيرين” لجعل عُقد إيثيريوم أكثر سهولة وأقل تكلفة

يسعى الشريك المؤسس لإيثيريوم، “فيتاليك بوتيرين”، إلى تسهيل تشغيل العُقد الخاصة بالشبكة على المستخدمين العاديين، وذلك من خلال تعديل طريقة مزامنتها مع الشبكة لتصبح قابلة للتشغيل على أجهزة المستهلك العادية.
في شبكة إيثيريوم، يمكن تشغيل عقدة على أي جهاز كمبيوتر قادر على تشغيل برنامج الشبكة والاتصال بالعُقد الأخرى لتبادل البيانات والتحقق منها. ومن خلال هذا التعاون بين العُقد، يتم ضمان صحة المعاملات والحفاظ على أمن الشبكة.
أوضح بوتيرين أن تشغيل عقدة كاملة يحمل أهمية كبيرة، إذ يسمح للمستخدم بامتلاك خادم محلي يمكنه تشغيل إيثريوم كما لو كان خادمًا داخليًا خاصًا به. وكتب في مدونة نشرها يوم الأحد على موقع أبحاث إيثيريوم أن العقدة الكاملة تمكّن المستخدمين من “قراءة سلسلة الكتل بطريقة خالية من الثقة، مقاومة للرقابة، وصديقة للخصوصية”.
لكن في الوقت الحالي، فإن تشغيل عقدة كاملة يتطلب تخزين أكثر من 1.3 تيرابايت من البيانات، بحسب بيانات موقع Etherscan، مما يجعل الأمر مكلفًا للغاية من حيث الموارد التقنية أو حتى عبر الخدمات السحابية. وبالتالي، لا يستطيع معظم الناس تشغيل هذه العقد نظرًا للتكاليف المرتفعة.
وأشار بوتيرين إلى أن “التكلفة العامة حاليًا مرتفعة بشكل غير عملي، وحتى بعد العديد من تحسينات الكفاءة، من المرجح أن تظل باهظة الثمن”.
من جهته، صرّح ريان يون، كبير المحللين في شركة تايغر ريسيرش، لموقع “ديكريبت” قائلاً: “بدلاً من تخزين جميع بيانات البلوكتشين، ستحتفظ العقد بالأجزاء التي تحتاجها فقط، بينما يتم توزيع البيانات التاريخية التي يزيد عمرها عن 36 يومًا على عدة عقد للتخزين المشترك”.
وفي عام 2023، طرح بوتيرين رؤية طويلة الأمد تهدف إلى جعل عقد إيثيريوم الكاملة قابلة للتشغيل على “أجهزة المستهلك العادية” مثل الهواتف المحمولة، مع إقراره بأن هذا الطموح قد يستغرق عقدًا أو أكثر لتحقيقه.
ويُقدّم اقتراحه الجديد نموذجًا أوليًا لهذا التوجه، إذ تتمثل الفكرة في السماح للعُقد بمتابعة المعلومات ذات الصلة بالمستخدم فقط، بدلًا من تتبع الحالة الكاملة لشبكة إيثيريوم. وبدلًا من تخزين كل شيء محليًا، يمكن للعُقد جلب المعلومات المطلوبة عند الحاجة والتحقق من صحتها فقط.
هذا وتتماشى هذه الفكرة مع خارطة طريق إيثيريوم الأوسع، والتي يجري تطويرها حاليًا في إطار المرحلة الأولى من ترقية “بيكترا”، التي توصف بأنها التحديث “الأكثر طموحًا” في تاريخ الشبكة حتى الآن.
ويُحذر بوتيرين من خطر الاعتماد على عدد قليل من المزودين المهيمنين، إذ يرى أن ذلك يُعرض النظام لخطر الرقابة. وكتب: “إذا تم هيكلة سوق إيثريوم بهذه الطريقة، فسيواجه ضغوطًا شديدة لإلغاء منصته أو فرض رقابة على مستخدميه”.