تراجع تدفقات صناديق بيتكوين الفورية وسط تشدد سياسة الفيدرالي
شهدت صناديق تداول البيتكوين الأميركية الفورية تباطؤًا ملحوظًا في التدفقات الداخلة الأسبوع الماضي، حيث تبنى المستثمرون موقفًا متجنبًا للمخاطرة عقب التصريحات المتشددة الأخيرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بشأن تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية.
ووفقًا لبيانات SoSoValue، بلغت التدفقات الداخلة إلى صناديق تداول البيتكوين الأميركية الفورية 603.74 مليون دولار أميركي خلال الفترة من 12 إلى 16 مايو، بانخفاض يزيد قليلاً عن 35% مقارنة بـ934 مليون دولار أميركي تم تسجيلها في الأسبوع السابق.
وتوجهت معظم التدفقات الداخلة الأسبوع الماضي إلى صندوق IBIT التابع لشركة بلاك روك، والذي استقطب 841.7 مليون دولار أمريكي.
في المقابل، شهدت صناديق مثل صندوق بيتكوين التابع لشركة “غراي سكايل” وصندوق HODL التابع لشركة فان إيك تدفقات أقل، بلغت 39.8 مليون دولار و7.3 مليون دولار أميركي على التوالي. ومع ذلك، لم يكن أداء جميع الصناديق جيدًا هذا الأسبوع.
هذا وسجل صندوق FBTC التابع لشركة Fidelity تدفقات خارجة بلغت 122.2 مليون دولار، بينما خسر كل من GBTC التابع لجرايسكيل وARKB التابع لشركة ARK 21Shares نحو 70 مليون دولار لكل منهما. كما سجل صندوقا BITB التابع لشركة Bitwise وBTCO التابع لشركة Invesco صافي استرداد متواضع، ولم تشهد صناديق الاستثمار المتداولة الأخرى أي تدفقات خلال الأسبوع.
على الرغم من تباطؤ وتيرة التدفقات الأسبوع الماضي، لا يزال شهر مايو يبدو قويًا بشكل عام.
حتى الآن، استقطبت صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة ببيتكوين تدفقات بقيمة 2.64 مليار دولار خلال مايو، وهو رقم قريب من 2.97 مليار دولار المسجل في أبريل. ومنذ إطلاقها في يناير 2024، تجاوزت التدفقات الصافية لهذه الصناديق 41 مليار دولار.
ومن المثير للاهتمام أن صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بإيثريوم شهدت أسبوعًا أفضل.
سجلت الصناديق التسعة الخاصة بإيثريوم تدفقات صافية بلغت 41.59 مليون دولار، في انتعاش قوي بعد أن سجلت تدفقات خارجة بقيمة 38.15 مليون دولار في الأسبوع السابق. ويُعزى هذا التردد في السوق إلى التصريحات الأخيرة لرئيس الفيدرالي، جيروم باول، عقب صدور تقرير مؤشر أسعار المنتجين لشهر أبريل.
فعلى الرغم من انخفاض أسعار المنتجين بشكل غير متوقع بنسبة 0.5%، وهو ما يشير إلى تراجع التضخم، إلا أن باول أوضح أن الفيدرالي لن يتسرع في خفض أسعار الفائدة، مشددًا على ضرورة وجود “أدلة دامغة” على تباطؤ التضخم قبل اتخاذ أي قرار.
كما أشار باول إلى أن الخلفية الاقتصادية قد تغيرت، وأن أسعار الفائدة الحقيقية مرتفعة، وأن المخاطر العالمية مثل الرسوم الجمركية وصدمات العرض تجعل التضخم أقل قابلية للتنبؤ.
وقد دفعت هذه التصريحات المحللين إلى تأجيل توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة، حيث أصبح الكثيرون يتطلعون الآن إلى سبتمبر أو ما بعده كموعد محتمل لأي خفض.
وبطبيعة الحال، تأثرت العملات الرقمية. فقد انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية بنسبة 3.3% خلال الـ24 ساعة الماضية، لتصل إلى 3.35 تريليون دولار. ويحوم سعر بيتكوين حول 103,000 دولار بانخفاض 0.7%، في حين تراجعت إيثيريوم بنسبة أكبر بلغت 4.8% لتصل إلى أقل من 2,400 دولار، وهو مستوى دعم رئيسي.
وفي وقت سابق من الأسبوع، تحوّلت المعنويات إلى الإيجابية لفترة وجيزة بعد أن اتفقت الولايات المتحدة والصين على إلغاء الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، وهي خطوة اعتُبرت إيجابية للأسواق العالمية.
لكن هذا التفاؤل لم يدم طويلًا، إذ حذّر وزير الخزانة، سكوت بيسنت، من أن الولايات المتحدة قد تعيد فرض تلك الرسوم بسرعة في حال لم تسفر المحادثات عن نتائج ملموسة.
