شهدت ألعاب البلوكتشين تراجعًا ملحوظًا في نشاط المستخدمين خلال شهر أبريل، حيث انخفض عدد المحافظ النشطة يوميًا إلى أقل من 5 ملايين محفظة، وذلك للمرة الأولى منذ بداية عام 2025.
ووفقًا لأحدث بيانات منصة DappRadar، تراجع عدد المستخدمين النشطين يوميًا في قطاع ألعاب البلوكتشين بنسبة 10% خلال أبريل، ليصل إلى 4.8 مليون محفظة نشطة فريدة، وهو أدنى مستوى من التفاعل يسجله هذا القطاع منذ مطلع العام.
أظهرت البيانات أيضًا أن حصة ألعاب الويب 3.0 ضمن سوق التطبيقات اللامركزية شهدت تراجعًا إضافيًا، لتتعادل مع حصة التمويل اللامركزي عند 21% لكل منهما. في المقابل، ارتفعت حصة مشاريع الذكاء الاصطناعي بنسبة 16%، ما يشير إلى تحوّل تدريجي في اهتمام المستخدمين والمستثمرين نحو قطاع الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الصدد، أشارت سارة غيرغيلاس، محللة البلوكتشين في DappRadar، إلى أن التمويل الموجه لألعاب البلوكتشين شهد انخفاضًا حادًا بنسبة تقارب 70%، حيث تراجع من 70 مليون دولار في مارس إلى 21 مليون دولار فقط في أبريل.
ورغم هذا التراجع، لا تزال بعض صناديق النظام البيئي الكبرى تواصل ضخ الاستثمارات، إذ قامت Arbitrum Gaming Ventures بضخ أول 10 ملايين دولار من صندوقها البالغ 200 مليون دولار لدعم مشاريع مثل Wildcard وXAI Network وProof of Play.
كاد نشاط الاستثمار في ألعاب البلوك تشين وعالم الميتافيرس أن يتوقف تمامًا خلال أبريل 2025، لكن غيرغيلاس ترى أن هناك مؤشرات تدعو إلى التفاؤل الحذر. فقد بلغ إجمالي رأس المال المُجمّع هذا الشهر 21 مليون دولار فقط، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 69% مقارنة بشهر مارس.
هذا التراجع يُسلّط الضوء على تحديات القطاع، لكنه لا يلغي وجود فرص واعدة، خصوصًا في ظل استمرار بعض اللاعبين الرئيسيين في اختبار تقنيات البلوكتشين.
رغم انخفاض أعداد المستخدمين والاستثمارات، لا تزال شركات الألعاب الكبرى تستكشف إمكانيات تقنية البلوكتشين. فقد أطلقت شركة “سيجا” لعبة NFT تحت عنوان KAI: Battle of Three Kingdoms، بينما تراجعت شركة “سكوير إينكس” عن مشروع Symbiogenesis بعد أدائه الضعيف. في المقابل، تواصل شركة “يوبيسوفت” حضورها في هذا المجال من خلال شراكتها مع Immutable لتطوير لعبة بطاقات جديدة بعنوان Might & Magic، والمتوقع إصدارها لاحقًا هذا العام.
إلى ذلك، تؤكد غيرغيلاس أن كبار الناشرين ما زالوا يُبدون اهتمامًا بتقنية البلوك تشين، إلا أن التقدم الحقيقي يأتي من الشركات التي تتعاون مع فرق الويب 3.0 الأصلية. وتشير إلى أن تركيز القطاع بدأ يتحوّل تدريجيًا من النماذج الترويجية المعتمدة على الممثلات الرقمية نحو نماذج أكثر استدامة، تركّز على جودة اللعب، وقابلية التشغيل البيني بين المنصات، والاحتفاظ الفعلي بالمستخدمين على المدى الطويل.
