وزارة العدل الأميركية تتهم عصابة إلكترونية بسرقة 236 مليون دولار من العملات الرقمية

وجّه المدّعون العامّون الأميركيون اتهامات إلى 12 شخصًا إضافيًا على صلة بشبكة إجرامية إلكترونية يُزعم أنها سرقت أكثر من 263 مليون دولار من العملات الرقمية، عبر عملية معقدة اعتمدت على الهندسة الاجتماعية والاختراق الإلكتروني، وأنفقت عائدات الجريمة على سيارات فارهة، وسهرات ليلية، وسلع فاخرة.
وأعلن مكتب المدّعي العام الأميركي لمقاطعة كولومبيا، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ودائرة التحقيقات الجنائية في مصلحة الضرائب الأميركية (IRS-CI)، عن تفاصيل القضية في بيان رسمي. وكُشف عن التهم يوم الخميس ضمن لائحة اتهام مؤلفة من أربع تهم ضد الشابين مالون لام (20 عامًا) وجانديل سيرانو (21 عامًا)، رغم أن اسم الأخير لم يرد في اللائحة الجديدة.
إنّ المتهمين الجدد شملوا مواطنين أميركيين وأجانب، وأُلقي القبض على بعضهم في كاليفورنيا. وتتراوح أعمار المتهمين، باستثناء شخص واحد، بين 18 و21 عامًا، فيما عُرف اثنان منهم فقط من خلال أسمائهما المستعارة عبر الإنترنت.
من بين الثلاثة عشر متهمًا، وُجهت إلى اثني عشر تهمة التآمر بموجب قانون مكافحة الجريمة المنظمة المعروف بـ”ريكو” (RICO)، فيما وُجهت إلى تسعة تهمة التآمر لغسل الأموال، وثمانية آخرين تهمة التآمر لارتكاب عمليات احتيال إلكتروني. أما المتهم الأخير، جون تاكر ديزموند (19 عامًا)، فواجه تهمة عرقلة سير العدالة لتدميره أدلة مهمة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد مقلق في معدلات جرائم الإنترنت. إذ أفاد مركز شكاوى جرائم الإنترنت التابع لـFBI بخسائر قياسية بلغت 16.6 مليار دولار في عام 2024، بزيادة 33% عن العام السابق. وشكّلت عمليات الاحتيال المرتبطة بالعملات الرقمية نسبة كبيرة من هذه الجرائم، مع تسجيل أكثر من 149 ألف شكوى، وخسائر تجاوزت 9.3 مليار دولار، ما يمثّل زيادة بنسبة 66% مقارنة بعام 2023.
وبحسب لائحة الاتهام، نشطت المجموعة الإجرامية منذ أكتوبر 2023 وحتى مارس 2025، وبدأ أفرادها بالتعاون عبر منصات ألعاب إلكترونية. وتقاسم المتهمون الأدوار، من قراصنة قواعد البيانات ومتعقبي الضحايا، إلى أشخاص انتحلوا صفة موظفي دعم فني لخداع الضحايا، وصولًا إلى من تولّى غسل الأموال وتحويل العملات الرقمية إلى نقد.
وتشير المعلومات إلى أن مارلون فيرو (19 عامًا)، أحد أعضاء المجموعة، نفّذ عمليات سطو فعلية لسرقة محافظ العملات الرقمية، من بينها اقتحام منزل في نيو مكسيكو في يوليو 2024.
كما استخدمت الشبكة وسائل متقدمة لغسل الأموال، من أبرزها أجهزة خلط العملات، وشبكات “التقشير”، وخدمات VPN، وشركات وهمية، لإخفاء مصادر الأموال. وصُرفت هذه العائدات على شراء ما لا يقل عن 28 سيارة فاخرة، بعضها تجاوزت قيمته 3.8 مليون دولار، إضافة إلى استئجار طائرات خاصة، وسهرات ليلية بلغت فواتيرها نصف مليون دولار، فضلًا عن هدايا فاخرة مثل حقائب “هيرميس” لصديقاتهم.
وأشارت تقارير إلى تهريب مبالغ مالية كبيرة داخل دمى “Squishmallow” المحشوة، وهي لعبة أطفال شائعة. كما استأجر أعضاء العصابة منازل فاخرة في هامبتونز، ولوس أنجلوس، وميامي، مع توظيف حراس أمن خاصين لتأمين مواقعهم.
وأفاد المدّعون بأن الأصول المصادرة تشمل سيارات من طراز لامبورغيني، وفيراري، ورولز رويس، بالإضافة إلى ساعات فاخرة، وملابس باهظة الثمن، وزجاجات شمبانيا، وحتى شبكة أسلاك ذهبية.
ويُزعم أن المتهم الرئيسي والمنسق العام للعملية، مالون لام، واصل إدارة أنشطة الشبكة حتى أثناء احتجازه، حيث أعطى تعليمات لشركائه لتسليم سلع فاخرة إلى شريكه المقرب.
ولا يزال التحقيق مستمرًا بدعم من مكاتب FBI في كل من لوس أنجلوس وميامي.