أفاد محللو بنك “جي بي مورغان” في مذكرة بحثية، بأن البيتكوين يمتلك فرص نمو تفوق تلك المتاحة للذهب، مواصلاً بذلك أداءه القوي الذي شهد تسارعًا في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع الأصل الرقمي الأكبر من حيث القيمة السوقية بشكل ملحوظ.
وأشار المحللون إلى أن البيتكوين استفادت في الآونة الأخيرة من مجموعة من المحفزات، أبرزها زيادة مخصصات الخزانة للشركات، وسنّ تشريعات مقترحة ومعتمدة،تُجيز للولايات الأميركية الاستثمار في الأصول الرقمية.
كما سلّطوا الضوء على عمليات الاستحواذ التي قامت بها منصتا “كوين بيس” و”كراكن”، والتي تُعد مؤشرات على نضوج سوق العقود الآجلة والمشتقات الرقمية.
وكتب المحللون بقيادة “نيكولاوس بانيغيرتزوجلو”: “نتوقع استمرار لعبة المحصلة الصفرية بين الذهب والبيتكوين حتى نهاية العام، لكننا نُرجّح أن المحفزات الخاصة بالعملات الرقمية ستُعزز من فرص صعود البيتكوين مقارنةً بالذهب خلال النصف الثاني من 2025”.
يأتي هذا التقرير في أعقاب موجة ارتفاع جديدة في سوق العملات الرقمية، دفعت البيتكوين إلى تجاوز مستوى 104,500 دولار أميركي، وهو أعلى مستوى تسجّله منذ أواخر يناير، واقتربت بذلك من ذروتها التاريخية المسجّلة في الشهر نفسه.
هذا وتصدرت البيتكوين توجه المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر خلال الأسابيع الماضية. وبينما لا يزال بعض المؤيدين يرون في العملة الرقمية الأولى ملاذًا آمنًا، أكّد “جي بي مورغان” في تقارير سابقة أنها تتصرف في كثير من الأحيان كأصل محفوف بالمخاطر، يتماشى أداؤه مع تحركات الأسهم والأسواق المالية التقليدية.
وفي السياق عينه، اعتبر المحللون سلسلة الصفقات الأخيرة دليلاً على نضج سوق مشتقات العملات الرقمية. وشملت هذه الصفقات استحواذ “كوين بيس” على منصة “ديريبت”، وشراء “كراكن” لمنصة العقود الآجلة الأمريكية “نينجا تريدر”، وحصول “جيميني” على ترخيص لتقديم خدمات المشتقات في أوروبا.
وأكد المحللون أن هذه التطورات تُظهر مدى تطور البنية التحتية لسوق المشتقات الرقمية، مضيفين: “خضوع هذه المنصات للوائح الأميركية والأوروبية قد يُعزز الثقة في السوق ويجذب المزيد من المستثمرين المؤسسيين”.
ومع ذلك، يُحتمل أن تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا إضافيًا في حال حصول تطورات جديدة في المفاوضات الجمركية مع الصين، بمجرد انتهاء فترة التوقف الحالية البالغة 90 يومًا، بحسب ما صرّح به مايكل بيتش، الرئيس التنفيذي لمنصة “أرغو” للمعادن الثمينة الرقمية، لموقع “ديكريبت”.
وخلال العام الماضي، ارتفعت أسعار كل من الذهب والبيتكوين بشكل مطّرد وسط تزايد المخاوف من التضخم وعدم اليقين الاقتصادي العالمي، لكن أداء البيتكوين تفوّق على الذهب في تلك الفترة.
وفي ديسمبر الماضي، تفوقت صناديق تداول البيتكوين الفورية على نظيراتها من الذهب من حيث صافي التدفقات الداخلة، بحسب تقرير من شركة K33 Research. واعتبارًا من مايو، لا تزال صناديق البيتكوين في المقدمة من حيث التدفقات الجديدة.
ويجري تداول الذهب حاليًا عند نحو 3,230 دولارًا أميركيًا، متراجعًا عن أعلى مستوى بلغه في أبريل عند 3,500 دولار. أما البيتكوين، فيتداول عند حوالي 103,800 دولار، أي أقل بقليل من ذروته التي بلغت نحو 109,000 دولار في 20 يناير.
