عهد جديد لـ “إيثيريوم”: بوتيرين يرسم ملامح المستقبل
اقترح فيتاليك بوتيرين، المؤسس الشريك لـ “إيثيريوم”، خطةً لتجديد شبكة البلوكتشين الخاصة بها، وذلك بعد أشهر من الانتقادات والادعاءات التي طالت مؤسسة إيثيريوم. تناول رائد الأعمال البالغ من العمر 31 عامًا أبرز المخاوف المتعلقة بـ”تعقيد” انضمام مطورين جدد إلى منصة البلوكتشين.
تضم شبكة إيثيريوم ما يُقارب 59.88 مليار دولار من القيمة الإجمالية للأصول المقفلة ضمن الشبكة. وتعمل شبكة الطبقتين الثانية والثالثة على توسيع نطاق الاستخدام، مما يُعالج تحديات التوسع واعتماد المستخدمين، مع الحفاظ على الأمان المستمد من شبكة إيثيريوم الأساسية.
نحو تبسيط إيثيريوم: رؤية بوتيرين
أقرّ بوتيرين بأن شبكة إيثريوم أصبحت معقدة من الناحية التقنية، مما يصعّب على المطورين الجدد الانضمام أو صيانة المشاريع أو تطويرها ضمن الشبكة. وأشار إلى أن آلة الإيثيريوم الافتراضية (EVM)، التي تُشكّل جوهر الشبكة، يمكن استبدالها ببديل أبسط.
تتمثل رؤيته في تبسيط شبكة إيثيريوم لتُصبح أقرب إلى مستوى بساطة بيتكوين، ما من شأنه تعزيز اعتماد الشبكة وعملتها الأصلية. وفي منشور له بتاريخ 3 مايو، أوضح أن هذا التبسيط قد يؤدي إلى خفض تكلفة إنشاء البنية التحتية الجديدة، وتقليل تكاليف الصيانة، وتحسين الأداء العام.
خارطة طريق للتبسيط
في اقتراحه، قدّم بوتيرين خارطة طريق تهدف إلى تقليص تعقيدات إيثريوم، مقارنًا بساطة بيتكوين التي يمكن لطلاب المدارس الثانوية فهم بنيتها التقنية بسهولة. وأشار إلى أن المبرمجين باتوا قادرين على إنشاء مشاريع جانبية على بيتكوين كهواية، معتبراً أن الإيثيريوم لا تزال قابلة للتطور إذا ما وُضعت أهداف واضحة.
واقترح أن يحدد فريق التطوير سقفًا لعدد أسطر التعليمات البرمجية المسموح بها على المدى الطويل، بهدف تقليل التعقيد وجعل النظام أكثر توافقًا مع فلسفة البيتكوين.
تشجيع المطورين وزيادة اللامركزية
شرح بوتيرين عددًا من القواعد البرمجية التي من شأنها تسهيل انضمام المطورين الجدد إلى النظام، ما من شأنه تشجيع بناء مشاريع جديدة على الشبكة.
ورغم طموحه إلى منافسة بيتكوين خلال السنوات الخمس المقبلة، تُظهر البيانات أنه بحلول عام 2025، وصلت نسبة إيثريوم إلى بيتكوين إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من خمس سنوات، حيث سجلت 0.01766 في يناير 2020.
اللامركزية والتبسيط: وجهان لعملة واحدة
ُوصف دمج إيثيريوم سابقًا بأنه خطوة قد تُقلل من لامركزيته، خاصةً بعد تحويل آلية التوافق من إثبات العمل إلى إثبات الحصة. لكن بوتيرين يختلف مع هذا الرأي، مؤكدًا أن التبسيط بحد ذاته هو خطوة نحو زيادة اللامركزية.
ويعتبر أن التبسيط واللامركزية يُمثلان مرحلتين أساسيتين، وهو تحول يتطلب تغييرًا ثقافيًا داخل مجتمع المطورين. وأقرّ بوتيرين في مدونته بأن نتائج هذا التوجه قد لا تكون واضحة بشكل مباشر، لكنه شدّد على أهمية تحمّل “الجهد الإضافي” لإعادة بناء إيثيريوم من الداخل والخارج، بهدف تعزيز قدرتها على منافسة بيتكوين.
