تراجع التدفقات الأسبوعية إلى صناديق بيتكوين الفورية وسط مخاوف من ركود تضخمي

شهدت صناديق تداول البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة تباطؤًا ملحوظًا في وتيرة التدفقات الداخلة خلال الأسبوع الماضي، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى قلق المستثمرين من ضعف البيانات الاقتصادية الأميركية، إضافة إلى الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي أعادت إلى الواجهة المخاوف من ركود تضخمي محتمل.
وبحسب بيانات صادرة عن SoSoValue، بلغت التدفقات الداخلة إلى صناديق تداول البيتكوين الفورية نحو 1.81 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، بانخفاض تجاوز 40% مقارنة بالأسبوع السابق، الذي سجل 3.06 مليار دولار.
تركّزت معظم التدفقات في صندوق IBIT التابع لشركة “بلاك روك”، الذي استقطب وحده 2.48 مليار دولار. في المقابل، شهدت صناديق أخرى مثل BTC التابع لـ”غراي سكايل”، وHODL التابع لـVanEck، وBTCO التابع لـInvesco تدفقات أقل نسبيًا.
غير أن الأداء لم يكن إيجابيًا لجميع الصناديق. فقد سجل صندوق ARKB التابع لـARK تدفقات خارجة بلغت 457.6 مليون دولار، بينما خسر صندوق FBTC التابع لـ”فيدليتي” نحو 201.1 مليون دولار. كما سجّل كل من GBTC التابع لـ”غراي سكايل” وBITB التابع لـ”بيت وايز” صافي استردادات، في حين استقرت معظم صناديق المؤشرات المتداولة الأخرى دون تغييرات كبيرة.
ورغم التباطؤ الأسبوعي، فإن شهر أبريل سجّل أداءً قويًا، حيث تدفقت قرابة 3 مليارات دولار إلى صناديق البيتكوين، ما شكّل انتعاشًا حادًا بعد شهرين متتاليين من التدفقات الخارجة التي تجاوزت 4.3 مليارات دولار، مما يدل على عودة اهتمام المستثمرين المؤسسيين بالأصول الرقمية.
واتبعت صناديق تداول الإيثيريوم الفورية اتجاهًا مشابهًا، إذ انخفض صافي التدفقات إلى 106.75 مليون دولار في الأسبوع الماضي، مقارنة بـ157 مليون دولار في الأسبوع الذي سبقه.
إنّ البيانات الاقتصادية الأميركية المخيبة للآمال كانت عاملًا رئيسيًا في تقلبات السوق. فقد جاء تقرير ADP للوظائف لشهر أبريل دون التوقعات، مسجلًا أضعف أداء منذ يوليو 2024. كما أظهرت التقديرات الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول انكماشًا غير متوقع، على الرغم من التوقعات الإيجابية السابقة، وذلك نتيجة ارتفاع حاد في الواردات مع مسارعة الشركات إلى التخزين تحسبًا للجولة الجديدة من الرسوم الجمركية.
وقد عززت هذه العوامل من مخاوف الركود التضخمي، وهو مزيج من تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم، ما جعل المستثمرين أكثر حذرًا في ما يتعلق بتوقيت وحجم التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وفي وقت سابق، ساهمت تصريحات ترامب حول بدء محادثات تجارية مع دول من بينها الصين في رفع المعنويات مؤقتًا، ما دفع البيتكوين لتسجيل أعلى مستوياته خلال الأسبوع عند 97,800 دولار. إلا أن هذا الارتفاع لم يدم طويلًا، إذ عادت المخاوف من الركود التضخمي لتؤثر سلبًا على السوق بعد صدور بيانات التضخم.
وبحلول يوم الإثنين، توقف تعافي سعر البيتكوين، حيث تراوح تداوله بين 93,500 و96,000 دولار، مع تركيز الأنظار حاليًا على قرار لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) المرتقب بشأن أسعار الفائدة.