مشروع ترامب العقاري في دبي يفتح الباب لقبول العملات الرقمية

أعلنت مؤسسة ترامب عن أحدث مشاريعها في قطاع العقارات بدبي، والمتمثل في التوجه نحو تبني العملات الرقمية. فمن المقرر أن يبدأ فندق وبرج ترامب الدولي، الذي تبلغ تكلفته مليار دولار أميركي، بقبول العملات الرقمية في مبيعات العقارات عند اكتماله، في خطوة تمثل نقلة نوعية في استراتيجية المجموعة ضمن عالم الويب 3.0 المتطور.
رؤية لدبي تعتمد على العملات الرقمية
تم الإعلان عن المشروع، الذي يحمل العلامة التجارية لترامب، في وقت سابق من هذا العام، ويُطوّر بالشراكة مع شركة “دار جلوبال”. ويضم المشروع فندقًا فاخرًا، نادٍ خاص، شققًا سكنية راقية، بالإضافة إلى أعلى مسبح في العالم.
وفي تصريح لصحيفة “ذا ناشيونال”، أكد السيد إريك ترامب أن فندق وبرج ترامب الدولي سيقبل العملات الرقمية كوسيلة دفع من قبل المشترين لشراء العقارات.
وقال إريك ترامب: “سيكون هذا أول مشروع ضخم حقًا يقبل بيتكوين والعملات الرقمية لشراء الوحدات، وهذا أمر يثير حماسي بشدة، لأنني أحب هذا العالم وأستثمر فيه كثيرًا”.
وأضاف: “أؤمن بالعملات الرقمية. إنها آلية التمويل المستقبلية… لا تزال في بداياتها، ولكن نموّها كان مذهلًا”.
وتابع: “العقارات والعملات الرقمية يمثلان أدوات تحوط قوية لبعضهما البعض، وعندما أرى مجالين أحبهما يجتمعان، يكون ذلك مثيرًا للغاية”.
من المتوقع أن يكتمل بناء البرج خلال نحو خمس سنوات، وستبدأ أسعار الشقق من مليون دولار للوحدات المكونة من ثلاث وأربع غرف نوم، وصولًا إلى 20.4 مليون دولار لشقق البنتهاوس.
وأوضح زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة دار جلوبال، أن المشروع سيتم تمويله من خلال مزيج من القروض المصرفية، وحقوق الملكية، والنقد، وتحويلات المستثمرين. وأضاف: “سنعمل أيضًا مع البنوك المحلية لتمويل بناء الفندق والنادي بشكل رئيسي”.
سوق مزدهر مدعوم بتدفق الثروات
أصبحت سوق العقارات في دبي وجهة جاذبة للاستثمارات العالمية، مدعومة بالابتكارات في مجال العملات الرقمية والحوافز الاقتصادية التي تقدمها الحكومة.
وساهم تدفق الأفراد ذوي الثروات العالية في دفع سوق العقارات نحو مزيد من النمو، مستفيدًا من مبادرات حكومية مثل تصاريح الإقامة للمتقاعدين والعاملين عن بُعد، وتوسيع برنامج التأشيرة الذهبية لمدة عشر سنوات، إلى جانب النمو الاقتصادي الشامل للإمارات بفضل جهود التنويع.
وأظهر تقرير صادر عن شركة “نايت فرانك” يوم الثلاثاء أن دبي سجلت 111 صفقة بيع لمنازل بقيمة تزيد عن 10 ملايين دولار أميركي في الربع الأول من عام 2025، بزيادة نسبتها 5.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبقيمة إجمالية بلغت 1.9 مليار دولار.
وخلال العام الماضي، استقبلت الإمارات 7,200 مليونير، منهم 4,700 في عام 2023 و5,200 في عام 2022. وبنهاية ديسمبر، بلغ إجمالي عدد أصحاب الملايين في البلاد 130,500، ما يضع الإمارات في المرتبة الرابعة عشرة عالميًا من حيث حجم أسواق الثروة.
وقال ترامب: “سوق العقارات في دبي سيواصل الازدهار بلا توقف، وسنحدد معيارًا جديدًا من حيث سعر القدم المربعة ومستوى الرفاهية في السوق”.
كما أشاد بتحول دبي قائلًا: “لقد أصبحت ملاذًا آمنًا للعديد من الأشخاص من مختلف البلدان، ولمن يسعون لاستثمار أموالهم… من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا. دبي أصبحت بالفعل مركزًا عالميًا رئيسيًا”.
من ملاعب الغولف إلى الطموحات الخليجية
إنّ مؤسسة ترامب غريبة على المنطقة. فللشركة وجود بارز في دبي من خلال مشروعين لتطوير ملاعب غولف بالتعاون مع شركة “داماك العقارية”. كما تعاونت مع “دار جلوبال” لتطوير منتجع في مسقط، ومشروع سكني بقيمة 533 مليون دولار في جدة، مع خطط لمشروعين إضافيين في الرياض.
وقال ترامب: “بالتأكيد، هذا لن يكون مشروعنا الأخير. لدينا شركاء من أفضل دول العالم من خلال دار جلوبال”.
وأشار أيضًا إلى تزايد الاهتمام من المستثمرين الأميركيين: “من المتوقع أن يستثمر المزيد من الأمريكيين في سوق العقارات بدبي، إذ يسعى الأمريكيون للتعرف بشكل أعمق على الشرق الأوسط، أكثر من أي وقت مضى”.
توسع حضور ترامب في عالم العملات الرقمية
يواصل أفراد عائلة ترامب تعزيز وجودهم في عالم الويب 3.0 ولا يبدو أن اهتمامهم بعالم العملات الرقمية سيتراجع. هذا ويُعد كلٌ من إريك ترامب ووالده، رئيس الولايات المتحدة السابق، من أبرز الداعمين للعملات الرقمية.
ومن المقرر أن يلقي إريك ترامب كلمة خلال مؤتمر Token2049 في دبي هذا الأسبوع، حيث سيشارك في حلقة نقاشية يديرها رائد الأعمال في مجال العملات الرقمية جاستن صن.
كما انضم مؤخرًا إلى شركة “ميتابلانيت” اليابانية كمستشار، وقد أشادت الشركة بـ”فطنته التجارية، وتقديره لمجتمع البيتكوين، وخبرته العالمية في مجال الضيافة” كأسباب رئيسية لتعيينه.
وفي سياق متصل، علّق ترامب على الرسوم الجمركية الأميركية الأخيرة المفروضة على دول الخليج، قائلاً: “إن اقتصاد الخليج القائم على الخدمات، وعدم اعتماده الكبير على الصناعات التحويلية، يجعله أقل تأثرًا بالرسوم الجمركية”. ولفت إلى أن الرسوم المفروضة على دول الخليج بلغت 10% فقط، وهي أقل من تلك المفروضة على تونس، والأردن، وسوريا، والعراق.
استراتيجية دار العالمية الأوسع
تتولى شركة دار العالمية قيادة تطوير مشروع برج ترامب في دبي، وتتمتع الشركة بمحفظة عقارية دولية تقدر قيمتها بـ 10 مليارات دولار أميركي. تشمل محفظتها مجموعة من المشاريع النشطة في عدة دول، مثل الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عُمان، المملكة العربية السعودية، المملكة المتحدة، وإسبانيا. كما تعمل الشركة حاليًا على استكشاف فرص استثمارية في أثينا وبعض المناطق في الولايات المتحدة الأميركية.
وفي تصريح للسيد زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة دار العالمية، قال: “القاسم المشترك بين جميع هذه المدن هو تنوعها. كل مدينة تجذب عددًا كبيرًا من الجنسيات المختلفة، مما يعزز من استقرار وأمان الاستثمار فيها بشكل دائم”.