تدفقات صناديق ETF تتجاوز 590 مليون دولار مع استقرار البيتكوين

ظلّ سوق البيتكوين وسوق العملات الرقمية الأوسع مستقرًّا إلى حدّ كبير خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، على الرغم من تسجيل صناديق التداول الفورية تدفقات داخلة تجاوزت 590 مليون دولار أميركي يوم الاثنين.
ويُعدّ هذا الأسبوع هو الأول منذ أواخر مارس الذي يشهد تدفقات صافية إيجابية على مدار خمسة أيام متتالية، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين بالبيتكوين كملاذ آمن محتمل في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
هذا وقاد صندوق IBIT التابع لشركة “بلاك روك” موجة التدفقات الداخلة، مستقطبًا نحو 970 مليون دولار أميركي، ما يعكس حجم الإقبال المؤسسي على العملة الرقمية الأولى عالميًا. في المقابل، سجّل صندوق ARKB التابع لشركة “أرك إنفست” تدفقات خارجة بلغت 200 مليون دولار، في مؤشر على تباين استراتيجيات المستثمرين.
وتداول البيتكوين بثبات فوق مستوى 94,000 دولار خلال الجلسات الآسيوية صباح الثلاثاء، وهو ما يراه محللون مستوى فنيًّا حاسمًا قد يُمهّد الطريق نحو اختراق حاجز 100,000 دولار في حال تجاوزه بشكل مستقر.
في المقابل، لم تُظهر العملات البديلة أداءً لافتًا، إذ استقرت أسعار الإيثيريوم، وريبل، وكاردانو، وبينانس كوين. وسجلت عملة سولانا تراجعًا بنسبة 2%، بينما هبطت مونيرو (XMR) بنسبة 8.5% بعد ارتفاع حاد بنسبة 40% في اليوم السابق، وسط تقارير عن عملية مبادلة ضخمة بين عملتي بيتكوين وXMR بقيمة تتجاوز 330 مليون دولار، وفقًا لتحليل من خبير البلوكتشين “ZachXBT”.
كما برزت عملة نيكسو (NEXO) من بين العملات الرقمية متوسطة القيمة، محققة مكاسب بلغت 8%، وذلك عقب إعلان الشركة عن عودتها إلى السوق الأميركية بعد توقف تنظيمي دام عامين، مع خطة لدمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن خدماتها.
إلى ذلك، ظلت معنويات السوق حذرة مع اقتراب صدور بيانات اقتصادية أميركية مؤثرة في وقت لاحق من الأسبوع، تشمل أرقام الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات البطالة. كما زاد الإعلان الأخير عن رسوم جمركية أميركية جديدة من حالة عدم اليقين في الأسواق.
وقال جيف مي، الرئيس التنفيذي للعمليات في بورصة BTSE: “تتمسك الأسواق إلى حد كبير بمكاسب الأسبوع الماضي، لكن المتداولين يتوخون الحذر قبل صدور بيانات أميركية مهمة”. وأضاف أن استمرار ضعف الدولار الأميركي قد يُعزّز الطلب على البيتكوين، مشيرًا إلى أن مؤشر الدولار تراجع بنحو 6% خلال الشهر الماضي، وهو أكبر انخفاض له منذ عام 2022.
في السياق عينه، يتزايد الجدل بين المستثمرين حول العلاقة بين سعر البيتكوين ومستوى المعروض النقدي (M2)، وهو مقياس يشمل النقد المتداول والحسابات المصرفية الجارية وحسابات التوفير. ووفقًا لفرضيات متداولة، فإن ارتفاع (M2) قد يغذي الاهتمام بالبيتكوين كوسيلة للتحوط من التضخم وتآكل قيمة العملات الورقية.
وقال أوغسطين فان، رئيس قسم الرؤى في شركة “سيجنال بلس”: “يعتقد البعض أن البيتكوين مُهيّأ لارتفاع متأخر استجابةً للنمو الأخير في المعروض النقدي. وبينما نظل حذرين بشأن الربط المباشر، فإننا نحافظ على نظرة إيجابية للبيتكوين على المدى المتوسط، خاصة مع ترقب تخفيف السياسات النقدية والمالية”.