تصفية 900 مليون دولار من العملات الرقمية بسبب الرسوم الجمركية

شهدت سوق العملات الرقمية انخفاضًا حادًا يوم الثلاثاء، بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن التعريفات الجمركية المخطط لها على المكسيك وكندا ستظل سارية كما هو مقرر اعتبارًا من 4 مارس.
جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، حيث أكدت الإدارة عزمها فرض ضريبة بنسبة 25٪ على السلع المستوردة من البلدين، بالإضافة إلى تعريفة بنسبة 10٪ على موارد الطاقة الكندية، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والكهرباء.
أثارت هذه التعريفات قلق المستثمرين بشأن استقرار التجارة العالمية، مما دفع إلى موجة بيع واسعة في الأسواق المالية. ولم يكن قطاع العملات الرقمية استثناءً، حيث تراجع بنسبة 6٪، وانخفض سعر البيتكوين لفترة وجيزة إلى ما دون 92,000 دولار، فيما تراجع الإيثيريوم بنسبة 8٪ ليصل إلى 2,507 دولارات.
وفي هذا الصدد، علق الرئيس التنفيذي للعمليات في Unity Wallet، “جيمس توليدانو”، على التحولات الأخيرة، مشيرًا إلى أن العديد من المستثمرين توقعوا ارتفاع سعر البيتكوين بعد تنصيب ترامب، إلّا أنّ الأسواق تأثرت بعدة عوامل أخرى.
وأوضح “توليدانو” أن السوق يواجه عدة تحديات، منها التوترات التجارية، وعدم الاستقرار في أوروبا الشرقية، بالإضافة إلى المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع التكنولوجيا الأميركي. كما ساهمت الانتخابات المقبلة في ألمانيا في زيادة حالة عدم اليقين.
كشفت بيانات CoinGlass أن 286,534 متداولًا تم تصفيتهم خلال آخر 24 ساعة، بإجمالي تصفية بلغ 888.39 مليون دولار، منها 815.38 مليون دولار من المراكز الطويلة، و73.01 مليون دولار من المراكز القصيرة.
هذا وسجلت كل من البيتكوين (271.69 مليون دولار) والإيثر (192.53 مليون دولار) أكبر عمليات التصفية، تلاهما سولانا (90.62 مليون دولار)، وXRP (38.25 مليون دولار)، ودوجكوين (22.33 مليون دولار). تعكس هذه الاضطرابات مزيجًا من عدم اليقين الاقتصادي والبيع المدفوع بالذعر، مما أدى إلى تكثيف عمليات التصفية في المراكز ذات الرافعة المالية.
إلى جانب الضغوط الاقتصادية، تعرضت منصة العملات الرقمية Bybit لخرق أمني كبير، حيث تم استنزاف 1.4 مليار دولار من محفظة إيثيريوم واحدة، مما أدى إلى تراجع ثقة المستثمرين وتسريع عمليات البيع عبر أصول متعددة.
وفي السياق عينه، تراجعت معنويات المستثمرين بشكل حاد وسط هذه التطورات، حيث انخفض مؤشر الخوف والجشع في العملات الرقمية إلى 25 نقطة في 25 فبراير، ما يشير إلى “خوف شديد” بين المتداولين. يعكس هذا الانخفاض تصاعد المخاوف بشأن التعريفات الجمركية، والمخاطر الأمنية، والتحديات الاقتصادية العالمية، مما أدى إلى تزايد العزوف عن المخاطرة في سوق العملات الرقمية المتقلبة.