“المجلس الوطني الاتحادي” يدعو إلى سنّ تشريع خاص بالذكاء الاصطناعي في الإمارات

خلال مناقشة سياسة الذكاء الاصطناعي، طالب المجلس الوطني الاتحادي بتفعيل عمل مكتب الإمارات للبيانات، المنشأ بموجب القانون الاتحادي، ودعا إلى مراجعة التشريعات القائمة لتتماشى مع متطلبات هذا المجال الواعد، واقترح وضع إطار قانوني شامل ينظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي ويضمن حماية البيانات والخصوصية. شددت اللجنة على ضرورة مواكبة التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تحديث الأطر التشريعية الحالية ووضع تشريعات جديدة تضمن الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، وذلك لتعزيز الثقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحفيز الابتكار في هذا المجال.
أكد المجلس على أهمية سرعة إصدار اللائحة التنفيذية لقانون حماية البيانات الشخصية لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، ودعا إلى تكامل الذكاء الاصطناعي مع استراتيجيات الأمن السيبراني لتعزيز الحماية والوقاية من التهديدات السيبرانية مع ضمان حماية خصوصية الأفراد. وأوصى بتطبيق الدليل الوطني لقياس الإنفاق على البحث والتطوير في القطاع الحكومي كأداة مهمة لقياس وتحليل الإنفاق على البحث والتطوير، وإيجاد منصة موحدة لمشاركة البيانات المفتوحة بين المؤسسات الحكومية والخاصة.
هذا وشدد المجلس على أهمية تمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، ودعا إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسريع وتيرة الابتكار في هذا المجال، ووضع إطار قانوني واضح لحوكمة البيانات الحكومية بما يضمن الاستفادة المثلى منها مع الحفاظ على الخصوصية، وذلك لتعزيز مكانة الدولة كمركز رائد في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما أكد على ضرورة اعتماد مؤشرات قياس دقيقة لخدمات الحكومة الإلكترونية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوفير برامج تدريبية متخصصة للموظفين لتمكينهم من استخدام هذه التقنيات وتحليل البيانات بشكل فعال، وذلك لرفع كفاءة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين وتحسين تجربتهم.
وفي هذا السياق، قال معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن الإنجازات والاستراتيجيات التي اقرتها دولة الإمارات ساهمت في تبوؤ الدولة مراكز متقدمة في المؤشرات العالمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي منها احتلالها مؤخراً المرتبة الخامسة عالمياً.
كما أكد معالي عمر سلطان العلماء خلال جلسة المجلس الوطني الاتحادي أن دولة الإمارات تسعى جاهدة لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للتعليم العالي في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تقديم 160 برنامج دراسي متنوع في هذا المجال، بالإضافة إلى برنامج المبرمجين الوطني الذي حقق نجاحاً كبيراً بوصوله إلى 358 ألف مبرمج، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتطوير الكوادر الوطنية في هذا القطاع الحيوي.