حذر بنك روسيا من أن الأصول الممثلة رقمياً تشكل مخاطر جديدة، بما في ذلك تقلبات الأسواق والتحديات التنظيمية. لا تزال عملية تداول الأصول الممثلة رقمياً في مراحلها الأولية ولا تشكل حاليًا أي مخاطر نظامية كبيرة. ومع ذلك، مع انتشار هذه الممارسة، قد تؤدي إلى مخاطر جسيمة، وخاصة في تدفقات رأس المال إلى قطاعات غير منظمة وتعريض اللاعبين الماليين التقليديين لمخاطر العملات الرقمية، كما حذر بنك روسيا.
أشار بنك روسيا في تقريره البحثي المفصل إلى أن الأصول الممثلة رقمياً ليست محصنة ضد المخاطر التي تواجه الأصول المادية التي تمثلها. فالعوامل مثل السرقة أو التلف أو الفقدان أثناء التخزين أو النقل أو الاستخدام قد تؤثر على الضمانات المرتبطة بالأصل المادي، وبالتالي على قيمة الأصل الرقمي المرتبط به.
علاوة على ذلك، قد يكون وصف الأصل المادي الذي يتم تمثيله بالأصل الرقمي غير دقيق أو يحتوي على أخطاء، مما يؤدي إلى عدم تطابق بين الأصل الحقيقي والرقمي. ومن بين المخاطر الأخرى المرتبطة بتتبع الأصول الممثلة رقمياً، نجد إمكانية حدوث “الرمز المزدوج” حيث يتم إنشاء أكثر من تمثيل رقمي لنفس الأصل المادي عبر شبكات بلوكتشين مختلفة.
وعلى الرغم من تزايد استخدام الأصول الممثلة رقمياً، فإن مخاطر السيولة لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا. فارتباط هذه الأصول بأصولها المادية يجعلها عرضة لتقلبات السوق، مما قد يؤدي إلى عمليات بيع جماعية تؤثر سلبًا على استقرار أسواق الأصول الرمزية والمادية، كما حذر بنك روسيا.
بينما يسلط التقرير الضوء على المزايا المحتملة لتمثيل الأصول رقمياً، فإنه يشير أيضًا إلى أن الاعتماد على مزودي البيانات (أوراكل) قد يضع موثوقية تسعير الأصول الرمزية ومعلوماتها الجوهرية موضع تساؤل. فالتلاعب أو الأخطاء في بيانات “أوراكل” يمكن أن تؤدي إلى تقلبات غير متوقعة في الأسواق، خاصة وأن العديد من هذه الأوراكل تعمل خارج إطار الرقابة التنظيمية. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال حجم الأصول الممثلة رقميا محدودًا نسبيًا في الوقت الحالي، خاصة مقارنة بحجم القطاع المالي العالمي.حذر بنك روسيا من أن الأصول الممثلة رقمياً تشكل مخاطر جديدة، بما في ذلك تقلبات الأسواق والتحديات التنظيمية
