تحديث “بيم تشين”.. حلّ فعّال لتحديات إيثيريوم

في مؤتمر مطوري إيثيريوم “ديفكون” الذي عُقد يوم الثلاثاء، كشف الباحث “جاستن دريك” عن اقتراح واعد لطبقة إجماع جديدة أطلق عليها اسم “بيم تشين – Beam Chain”، والتي يصفها البعض بأنها جيل جديد من إيثيريوم. يهدف هذا الاقتراح إلى تحسين أداء شبكة إيثيريوم بشكل كبير من خلال زيادة سرعتها وقابليتها للتوسع وتعزيز أمنها على المدى الطويل، وذلك بمعالجة التحديات التقنية الجوهرية التي تواجه الشبكة حاليًا.
يهدف تحديث “بيم تشين” بشكل أساسي إلى تسريع عمليات إثبات المعاملات على شبكة إيثيريوم، وذلك من خلال تقليل الوقت اللازم لإنتاج كتلة جديدة إلى ثانية واحدة فقط، مقارنة بـ 12 ثانية حاليًا. كما يهدف إلى تقليل متطلبات الرهان المطلوبة من المحققين لتأمين الشبكة من 32 إيثيريوم إلى 1 إيثيريوم فقط. هذه التحسينات ستؤدي إلى زيادة سرعة المعاملات وتقليل تكاليفها، بالإضافة إلى توسيع قاعدة المشاركين في تأمين الشبكة.
ومن أبرز الميزات التقنية التي يقدمها مشروع “بيم تشين” هو اعتماد تقنية “سناركفيكيشن”، والتي تعتمد على الآلات الافتراضية ذات المعرفة الصفرية، مما يجعل الشبكة أكثر أمانًا ومقاومة للهجمات الكمومية.
هذا ويهدف تخفيض متطلبات الرهان، إلى جانب التحسينات الأخرى المقترحة في “بيم تشين”، إلى معالجة التحديات التي تواجه آلية إجماع إيثريوم الحالية. فمن خلال خفض عتبة الدخول للمشاركة في تأمين الشبكة، يتوقع الخبراء أن يساهم هذا التعديل في زيادة لامركزية الشبكة وتقليل نقاط الفشل المحتملة.
يفتح مشروع “بيم تشين” آفاقًا جديدة لتوسعة شبكة إيثيريوم، حيث يتيح معالجة عدد أكبر من المعاملات في الثانية، مما يقلل من الحاجة إلى حلول الطبقة الثانية. ومع ذلك، فإن هذه الزيادة في الكفاءة قد تأتي على حساب بعض جوانب اللامركزية، حيث يمكن أن تؤدي إلى تركيز قوة الحوسبة في أيدي عدد أقل من العقد.
كما أشار “دوج كولكيت”، فإن هذه التغييرات قد تؤدي إلى تقليل الاعتماد على التجميعات، مما يتيح للطبقة الأساسية معالجة كتل أكبر حجماً. ولكن هذا قد يؤدي إلى زيادة مركزية عملية بناء الكتل، مما قد يقلل من فرص المشاركة للمطورين الصغار.
لا يزال مستقبل مشروع “بيم تشين” ومدى قدرته على تحقيق توازن بين قابلية التوسع واللامركزية في إيثيريوم موضع تساؤل. يثير هذا الاقتراح نقاشًا حادًا حول كيفية تطوير إيثريوم دون المساس بمبادئها الأساسية. فمن جهة، يهدف المشروع إلى زيادة سرعة المعاملات وتقليل التكاليف، ولكن من جهة أخرى، قد يؤدي إلى زيادة مركزية الشبكة.
يعكس اقتراح “بيم تشين” الجهود المستمرة لتحسين أداء شبكة إيثيريوم. وقد لقي هذا الاقتراح اهتمامًا كبيرًا من مجتمع المطورين، حيث يعتبره البعض خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر كفاءة للشبكة. ومع ذلك، يحذر بعض الخبراء من أن زيادة حجم الكتل قد يؤدي إلى تقليل عدد العقد المشاركة في تأمين الشبكة، مما يجعلها أكثر عرضة للهجمات.
إلى ذلك، تعد خطوة مؤسسة إيثيريوم ببيع جزء من احتياطياتها من الإيثيريوم لدعم مشروع “بيم تشين” إشارة قوية على الدعم الذي يحظى به هذا الاقتراح. ومع ذلك، لا يزال من المبكر الحكم على مدى نجاح هذا المشروع، حيث يتطلب الأمر مزيدًا من الدراسة والتحليل قبل تنفيذه على الشبكة الرئيسية. ختامًا، يمثل مشروع “بيم تشين” تحديًا جديدًا لمجتمع إيثيريوم. فمن جهة، يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة لتوسيع نطاق الشبكة، ومن جهة أخرى، يثير مخاوف بشأن الحفاظ على اللامركزية والأمن.