تحذير من المستقبل: إلغاء حساب رئيس ريبل المصرفي يهدد قطاع الكريبتو

في مقابلة حديثة مع شبكة “سي إن بي سي”، كشف “براد جارلينجهاوس”، الرئيس التنفيذي لشركة ريبل، عن تعرضه لإلغاء خدماته المصرفية. وعزا ذلك إلى التشدد التنظيمي المتزايد الذي يواجهه قطاع العملات الرقمية.
روى جارلينجهاوس قصة صادمة عن تعامله مع أحد أكبر البنوك، حيث كان يحمل حسابًا فيه لمدة ربع قرن، موضحاً أنه تلقى إخطارًا مفاجئًا بضرورة سحب أمواله خلال خمسة أيام فقط.
أثناء المحادثة، كان البنك صريحًا للغاية بشأن قراره. وأشار “جارلينجهاوس” إلى أنهم كانوا صادقين تمامًا، مستشهدًا بتفسير البنك بأن كونه شخصية بارزة في مجال العملات الرقمية قد زاد من التدقيق التنظيمي الفيدرالي، مما دفعهم إلى قطع العلاقات. وأكد: “هذا ليس قانونيًا على الإطلاق”.
وبينما أقر بأن البنوك الأخرى على استعداد للعمل معه، فقد أثار مخاوف بشأن الآثار الأوسع لمثل هذه الممارسات. وحذر قائلاً: “تخيل لو تم تطبيق هذا الأمر على المزيد من البنوك. إذا تم فصلي عن النظام المصرفي فقط لأنني الرئيس التنفيذي لشركة ريبل، فهذا يشكل سابقة خطيرة”.
في وقت لاحق، أكد “جارلينجهاوس” لموقع كوين ديسك أن سيتي غروب هي المؤسسة التي اتخذت هذا الإجراء.
على الرغم من هذه التحديات، يظل “جارلينجهاوس” متفائلاً بشأن مستقبل تنظيم العملات الرقمية في الولايات المتحدة. ويتوقع حدوث تحول في السياسات بعد الانتخابات المقبلة، وهو ما يعتقد أنه قد يخلق بيئة أكثر ملاءمة للابتكار في مجال العملات الرقمية.
ونصح شركات التكنولوجيا المالية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها بدراسة إمكانية التأسيس في الخارج لتحقيق استقرار تنظيمي أكبر، مشيرًا إلى أن العديد من الولايات القضائية الأخرى تقدم بالفعل إرشادات أكثر وضوحًا للقطاع. وحذر من أن الولايات المتحدة تخاطر بفقدان فرصة استراتيجية كبيرة من خلال التباطؤ في تبني تقنية البلوكتشين، والتي يراها ضرورية للمشهد المالي المتطور.
هذا وتطرق “جارلينجهاوس” أيضًا إلى المعركة القانونية المستمرة التي تخوضها شركة ريبل ضد لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC). وأشار إلى الحكم القضائي الهام الذي قضى بأن “XRP بحد ذاتها ليست ورقة مالية”، واصفًا هذا القرار بأنه انتصار حاسم لصناعة العملات الرقمية.
وانتقد النهج التنظيمي المتفاوت الذي تتبعه هيئة الأوراق المالية والبورصات تجاه العملات الرقمية مثل بيتكوين وإييثريوم، مؤكدًا على الحاجة إلى إرشادات تنظيمية أكثر وضوحًا وثباتًا للمضي قدمًا.
وخلال حوار مع ريس ميريك، المدير الإداري لشركة ريبل في الشرق الأوسط وأفريقيا، أكد على الموقف الفريد لشركة ريبل في ربط عالمين متميزين: النظام المالي التقليدي وعالم الأصول الرقمية.
وأشار ميريك إلى أن هدف ريبل الأساسي هو سد الفجوة بين التمويل التقليدي والتمويل اللامركزي. وقد ركزت ريبل على معالجة مشكلة بطء التحويلات المالية عبر الحدود من خلال تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية، لا سيما XRP وشبكة XRP، مما شكل الأساس لجهودها الحالية.
على الرغم من المعارك القانونية المستمرة مع هيئة الأوراق المالية والبورصات، أكد “جارلينجهاوس” على ثبات ريبل في مساعيها لتحقيق حل عادل. صرح ميريك قائلًا: “إن الانتصارات القانونية الأخيرة تؤكد بشكل قاطع أن XRP ليست ورقة مالية”، معربًا عن ثقته في النظام القضائي وقدرة ريبل على تجاوز التحديات التنظيمية. تعكس رحلة ريبل التطورات السريعة في عالم التمويل والأصول الرقمية، والذي يشهد ابتكارات مستمرة، وشراكات متنامية، وتحديات تنظيمية متزايدة.
وفي الختام، تسلط تجربة “جارلينجهاوس” الضوء على حقيقة مقلقة: إن حرمان الأفراد المشاركين في مجال العملات الرقمية وتقنية البلوكتشين من الخدمات المصرفية الأساسية يمثل انتهاكًا لحقوقهم الأساسية.
إن عدم تقبل هذه التقنيات لا يجب أن يحرم أي شخص من حقه في الحصول على الخدمات المصرفية. في الواقع، فإن مثل هذه الإجراءات تعكس بطء وتيرة تبني هذه التقنيات الجديدة، وخاصة في ظل المعارك المستمرة مع الجهات التنظيمية مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات.
يتطلب تقدم هذا القطاع معاملة عادلة وإرشادات تنظيمية واضحة، ومن الضروري أن يدافع أصحاب المصلحة عن نهج شامل يحترم حقوق جميع الأفراد، بغض النظر عن اهتماماتهم التكنولوجية.