أخبار المنطقةأصول ممثلة رقميًاإختيار المحررتعدينمساحة رأيويب 3.0

شراكة غير متوقعة: كيف يساهم تعدين البيتكوين في تشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي؟

في السنوات الأخيرة، شهد العالم تقاطعًا مثيرًا للاهتمام بين مجالين كانا في السابق منفصلين تمامًا: تعدين البيتكوين والذكاء الاصطناعي. على الرغم من أن هذين المجالين قد يبدوان متباعدين في الظاهر، إلّا أن التداخل بينهما قد أصبح واضحًا بشكل متزايد، حيث يكتشف اللاعبون في كلا القطاعين فرصًا جديدة للتعاون والنمو.
تعدين البيتكوين، كعملية حاسوبية مكثفة تستخدم حل مسائل رياضية معقدة لتأكيد المعاملات على شبكة البيتكوين، استهلك كميات هائلة من الطاقة الكهربائية. فهذا الاستهلاك العالي للطاقة، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مشكلة بيئية واقتصادية، أصبح الآن موردًا قيمًا لقطاع آخر يشهد نموًا هائلاً: الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي، بدوره، يعتمد بشكل كبير على قوة الحوسبة لتدريب نماذجه المعقدة. هذا يتطلب مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات هائلة من الطاقة الكهربائية. وبالتالي، فإن الطلب المتزايد على الطاقة في قطاع الذكاء الاصطناعي يتقاطع بشكل مباشر مع القدرات الحاسوبية الهائلة التي يمتلكها عمال مناجم البيتكوين.
هذه العلاقة المتبادلة بين تعدين البيتكوين والذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تحولات كبيرة في كلا القطاعين. فمن خلال توفير الطاقة الزائدة لشركات الذكاء الاصطناعي، يمكن لمعدّني البيتكوين تحقيق إيرادات إضافية وتعزيز استدامة عملياتهم. وفي المقابل، يمكن لشركات الذكاء الاصطناعي الحصول على مصدر موثوق للطاقة بأسعار تنافسية، مما يساهم في تسريع وتيرة تطويرها.

تحديات وفرص: مستقبل شراكة البيتكوين والذكاء الاصطناعي
تواجه شركات الذكاء الاصطناعي تحديًا كبيرًا يتمثل في تأمين مصادر الطاقة الضخمة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات المعقدة. وفي ظل النمو الهائل لهذا القطاع، أصبح الطلب على الطاقة الكهربائية يفوق المعروض بشكل ملحوظ.
يمتلك معدّنو البيتكوين، لا سيما أولئك المتمركزون في مناطق تتميز بتكلفة طاقة منخفضة مثل تكساس وداكوتا الشمالية، بنية تحتية قوية لإنتاج الطاقة. هذا الأمر يجعلهم شركاء محتملين رئيسيين لشركات الذكاء الاصطناعي التي تسعى إلى تأمين مصادر طاقة مستقرة وموثوقة.
تُشير الأرقام إلى أن معدّني البيتكوين الكبار لديهم القدرة على توفير جزء كبير من احتياجات شركات الذكاء الاصطناعي من الطاقة الكهربائية. فعلى سبيل المثال، يمكن لـ 14 شركة تعدين أميركية مدرجة في البورصة توفير حوالي 3.6 جيجاوات من إجمالي 5 جيجاوات من الطاقة التي تسيطر عليها حاليًا.
من الجدير بالذكر أن بناء مراكز بيانات جديدة يتطلب وقتًا طويلًا، إذ قد يستغرق الأمر من ثلاث إلى خمس سنوات، بالإضافة إلى فترة انتظار قد تمتد إلى ست سنوات للحصول على توصيلات شبكة الكهرباء. وهذا يضفي مزيدًا من الأهمية على الدور الذي يمكن أن يلعبه عمال مناجم البيتكوين في سد هذه الفجوة.

على الرغم من أن هذا القطاع يعد واعدًا، إلا أنه يواجه بعض التحديات، مثل الحاجة إلى استثمارات كبيرة لتحديث البنية التحتية وتلبية المعايير الصارمة لقطاع الذكاء الاصطناعي. كما أن تقلب أسعار الطاقة وأسعار العملات الرقمية قد يؤثران على ربحية المشاريع.
باختصار، يمتلك معدّنو البيتكوين فرصة ذهبية للاستفادة من الطلب المتزايد على الطاقة في قطاع الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يتطلب النجاح في هذا المجال التخطيط الدقيق وإدارة المخاطر بفعالية.

الذكاء الإصطناعي يوفر فرصة ذهبية لمعدّني البيتكوين
تُشير دراسة حديثة لشركة “فان إيك” إلى إمكانية تحقيق أرباح هائلة لمعدّني البيتكوين، حيث يمكن أن تصل إيراداتهم الإضافية السنوية إلى 14 مليار دولار بحلول عام 2027. ولكن لتحقيق هذا الهدف، يتعيّن عليهم التوسع في أنشطتهم لتشمل تزويد قطاع الذكاء الاصطناعي وحوسبة الأداء العالي بالطاقة.
ترى “فان إيك” أن معدّني البيتكوين يمتلكون ميزة تنافسية كبيرة، تتمثل في البنية التحتية القائمة والقدرة على توليد كميات هائلة من الطاقة الكهربائية. هذا الأمر يجعلهم شركاء مثاليين لشركات الذكاء الاصطناعي التي تعاني من نقص حاد في الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة.
يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي نموًا هائلاً، مما أدى إلى زيادة الطلب على الطاقة بشكل كبير. وبسبب طول الوقت اللازم لبناء مراكز بيانات جديدة، فإن شركات الذكاء الاصطناعي تبحث عن حلول بديلة سريعة. فيمكن لمعدّني البيتكوين الاستفادة من هذه الفرصة من خلال تحويل جزء من طاقتهم لتلبية احتياجات قطاع الذكاء الاصطناعي. هذا التحول الاستراتيجي يمكن أن يوفر لهم إيرادات إضافية كبيرة، خاصة وأن شركات الذكاء الاصطناعي على استعداد لدفع أسعار مرتفعة مقابل الطاقة.

هذا وتؤكد الشراكة بين شركة “كور ساينتفيك” وشركة “كورويويف” على جدوى هذا النموذج الاقتصادي، حيث أبرمت الشركتان اتفاقية طويلة الأمد لتزويد كورويويف بكميات كبيرة من الطاقة، مما ساهم في زيادة إيرادات كور ساينتفيك بشكل كبير.
وعلى الرغم من الإمكانات الهائلة لهذا القطاع، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب على معدّني البيتكوين التغلب عليها، مثل:

  • التكاليف الرأسمالية: يتطلب التحول إلى تزويد قطاع الذكاء الاصطناعي بالطاقة استثمارات كبيرة لتحديث البنية التحتية.
  • المخاطر المالية: يعاني العديد من معدّني البيتكوين من مشاكل مالية، مما قد يعوق قدرتهم على الاستثمار في مشاريع جديدة.

طاقة فائضة وفرص جديدة في سلطنة عمان
هذا وكان لـ “أنلوك بلوكتشين” حديث خاص مع الرئيس التنفيذي لشركة “غرين داتا سيتي”، وهو أحد رواد قطاع العملات الرقمية والتعدين في سلطنة عمان، “أوليفييه أونهيزر”، الذي شاركنا رأيه في هذا الموضوع.
وعن الفائض في الكهرباء المستمدة من الباقات الحكومية، أكد “أونهيزر” أن الشركة بصدد طرح مناقصة لتخصيص هذه الطاقة الإضافية، والتي تتراوح بين 50 و100 ميجاواط، خلال الأسابيع المقبلة.

وحول إمكانية توجيه هذه الطاقة نحو مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، أشار أونهيزر إلى أن “غرين داتا سيتي” تعمل على تطوير مركز بيانات مرن، حيث يتم تكييف استخدام قدرة الحوسبة وفقًا لمتطلبات السوق والتطورات التكنولوجية. ولهذا، فإن الشركة تدرس إمكانية تحويل جزء من الطاقة الفائض وبعض القدرات المخصصة للتعدين حاليًا إلى تشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، وزيادة الطلب على الطاقة المصاحبة له، قد يؤدي إلى تقادم بعض عمليات التعدين. بالإضافة إلى ذلك، فإن محدودية إمدادات الطاقة عالميًا، والتوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، يجعل من قطاع الذكاء الاصطناعي قطاعًا واعدًا للاستفادة من الفائض في الطاقة.

وكشف “أونهيزر” أن الدافع الرئيسي وراء هذا التوجه هو تحقيق أرباح أعلى وتنويع الاستثمارات، خاصة وأن الطلب على الطاقة في مجال التعدين يفوق حاليًا القدرة الإنتاجية للشركة.
وبشأن بيع الكهرباء لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كاستراتيجية مستقبلية، يرى أونهيزر أن هذه الخطوة ستساهم في تحقيق توازن في محفظة استثمارات الشركة، وجذب المزيد من الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى سلطنة عمان. وأشار إلى المزايا التي تتمتع بها سلطنة عمان، مثل الاستقرار السياسي، وأسعار الطاقة التنافسية، والاتصال المباشر بالكابلات البحرية، مما يجعلها وجهة جذابة للشركات العاملة في هذا المجال.
وأكد “أونهيزر” أن الشركة تسعى لبناء مركز حوسبة مستدام على المدى الطويل، وتتابع عن كثب التطورات في صناعة الحوسبة عالية الأداء لتبني أحدث التقنيات.”

صندوق النقد الدولي يدعو لفرض ضرائب على تعدين العملات الرقمية
أعرب صندوق النقد الدولي عن قلقه إزاء ارتفاع الانبعاثات الكربونية الناجمة عن عمليات تعدين العملات الرقمية ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، والتي تستحوذ حاليًا على 2% من استهلاك الكهرباء العالمي ونحو 1% من الانبعاثات العالمية. ولمواجهة هذا التحدي البيئي المتزايد، اقترح الصندوق زيادة مستهدفة في ضرائب الكهرباء على هذه القطاعات.
ووفقًا للصندوق، من المتوقع أن يستهلك تعدين العملات الرقمية ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي 3.5% من الكهرباء العالمية خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهو ما يعادل الاستهلاك الحالي للكهرباء في اليابان، خامس أكبر مستهلك للكهرباء في العالم. ومن المتوقع أن يساهم هذا الارتفاع في استخدام الطاقة بشكل كبير في الانبعاثات الكربونية العالمية، حيث يمكن أن يولد تعدين العملات الرقمية وحده 0.7% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بحلول عام 2027.

هذا ويقترح الصندوق فرض ضريبة مباشرة قدرها 0.047 دولارًا لكل كيلووات ساعة على الكهرباء المستخدمة من قبل عمالقة تعدين العملات الرقمية. ويمكن أن تزيد هذه الضريبة إلى 0.089 دولارًا لكل كيلووات ساعة عند احتساب التأثيرات الصحية الأوسع لتلوث الهواء، مما يمثل زيادة بنسبة 85% في تكاليف الكهرباء بالنسبة لعمالقة التعدين. ويقدر الصندوق أن مثل هذه الضريبة يمكن أن تقلل الانبعاثات السنوية بمقدار 100 مليون طن، وهو ما يعادل الانبعاثات الحالية لبلجيكا، وتدر 5.2 مليار دولار من العائدات للحكومات على مستوى العالم.
أمّا بالنسبة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، فيقترح الصندوق فرض ضريبة مستهدفة أقل قليلاً تبلغ 0.032 دولارًا لكل كيلووات ساعة، أو 0.052 دولارًا عند تضمين تكاليف تلوث الهواء. ويمكن أن يدر هذا الإجراء ما يصل إلى 18 مليار دولار سنويًا.
كما يقر الصندوق بأن العديد من عمالقة تعدين العملات الرقمية ومراكز البيانات يستفيدون حاليًا من الإعفاءات الضريبية والحوافز. ومع ذلك، وبالنظر إلى الضرر البيئي والفوائد المحدودة للتوظيف والإجهاد على الشبكات الكهربائية، يتساءل الصندوق عن الفوائد الصافية لهذه الأنظمة الضريبية المواتية.

أخيراً، تُمثل العلاقة بين تعدين البيتكوين والذكاء الاصطناعي فرصةً استثنائية لإعادة تشكيل مشهد الطاقة العالمي. من خلال الاستفادة من البنية التحتية القائمة لدى معدني البيتكوين، يمكن لشركات الذكاء الاصطناعي تأمين مصادر طاقة مستقرة وموثوقة، مما يساهم في تسريع وتيرة ابتكاراتها. وفي المقابل، يمكن لمعدّني البيتكوين تحقيق إيرادات إضافية وتعزيز استدامة عملياتهم.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الشراكة المثالية يتطلب التغلب على تحديات عديدة، مثل تكاليف التحديث، تقلب الأسواق، والاعتبارات البيئية. كما أن الضوابط التنظيمية للقطاعين تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار هذه العلاقة.
من الواضح أن المستقبل يحمل الكثير من الإمكانات لهذه الشراكة، ولكن يتطلب الأمر تخطيطًا استراتيجيًا وتعاونًا وثيقًا بين اللاعبين الرئيسيين في كلا القطاعين لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرصة.
إن الاستثمار في البحث والتطوير، بالإضافة إلى بناء الشراكات القوية، سيكونان العوامل الرئيسية لنجاح هذه المبادرة!

Related Articles

Back to top button