أخبار حكوميةأخبار عالميةقوانين وإجراءات

إطلاق سراح “بافيل دوروف” بشرط الالتزام بقيود تمنعه من مغادرة البلاد

في مفاجأة صادمة، تم إطلاق سراح باول دوروف، مؤسس الرئيس التنفيذي لتطبيق تيلغرام، من السجن في فرنسا ولكنه لا يزال تحت قيود قانونية صارمة في انتظار قرار المحكمة. وكان دوروف قد تم اعتقاله في 24 أغسطس 2024 عند هبوطه في باريس، وهو الآن ممنوع من مغادرة فرنسا، حيث يترقب مصيره في ظل الإجراءات القانونية الجارية.

الاعتقال والاتهامات
أثار اعتقال دوروف من قبل السلطات الفرنسية صدمة في المجتمع التقني العالمي، مما أثار نقاشًا حادًا حول مسائل الخصوصية وحرية التعبير والتدخل الحكومي. والتهم الموجهة ضد دوروف خطيرة، حيث تشمل مزاعم بأنه سهّل الإرهاب والاتجار بالمخدرات والاحتيال المنظم من خلال فشله في تعديل المحتوى على تيليغرام بشكل كاف، وهي منصة معروفة بحماية الخصوصية والتشفير القوي.
وكشف مكتب المدعي العام الفرنسي أن دوروف كان قيد التحقيق منذ 8 يوليو، وأن التهم تمتد إلى توفير أدوات التشفير غير المصرح بها. وتم تمديد احتجازه في البداية حتى 28 أغسطس لمزيد من الاستجواب، ولكن تم إطلاق سراحه بكفالة تحت شروط صارمة.

التدقيق التنظيمي للاتحاد الأوروبي
إضافةً إلى المشكلات القانونية التي يواجهها دوروف، أطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقًا خاصًا به في تيلغرام، كما أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز. ويركز التحقيق على ما إذا كانت تيليغرام قد قللت من عدد مستخدميها الأوروبيين، وهي قضية حاسمة بموجب قانون الخدمات الرقمية (DSA) التابع للاتحاد الأوروبي. إذا تجاوز عدد مستخدمي تيليغرام 45 مليونًا في الاتحاد الأوروبي، فسوف تخضع للوائح الصارمة التي يمكن أن تفرض أعباء مالية وعملية ثقيلة على المنصة.
وكلّف الاتحاد الأوروبي مركز البحوث المشترك (JRC) بالتحقق من بيانات المستخدمين الخاصة بتيلغرام. وصرح توماس ريجنييه، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الرقمية: “لدينا طريقة، من خلال أنظمتنا وحساباتنا الخاصة، لتحديد دقة بيانات المستخدمين الخاصة بتيليغرام. وإذا لم يقدموا بيانات دقيقة، يمكننا تعيينهم بشكل من جانب واحد كموقع كبير جدًا”.

ردود الفعل والآثار
أثار الاعتقال والمعارك القانونية الجارية انتقادات حادة من شخصيات بارزة في عالم التكنولوجيا. هذا وأدان إدوارد سنودن، وهو مدافع قوي عن الحقوق الرقمية، الاعتقال باعتباره انتهاكًا لحقوق الإنسان الأساسية وسابقة خطيرة. كما تساءل بالاجي سرينيفاسان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “كوين بيس”، عن التزام الحكومة الفرنسية بتشجيع الابتكار وحماية حرية التعبير.
من جانبه، أعاد إيلون ماسك نشر تغريدتين، بما في ذلك تغريدات كريس بافلوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة Rumble، وجيجر كابيتال، اللذين انتقدا الاعتقال باعتباره تجاوزًا لقوة الحكومة. كما شارك ماسك مقطعًا من مقابلة أجراها باول دوروف مع تاكر كارلسون، مؤكداً أهمية الخصوصية وحرية التعبير في العصر الرقمي.

تدخل الإمارات ومستقبل دوروف
تدخلت الإمارات العربية المتحدة، التي يحمل دوروف جنسيتها، بطلب من فرنسا تزويد دوروف بخدمات قنصلية. وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية التزامها بحماية حقوق مواطنيها ورفاهيتهم.
بينما ينتظر دوروف قرار المحكمة الذي سيحدد ما إذا كان سيواجه اتهامات أو يتم إطلاق سراحه، لا يزال وضعه غير مستقر. فلم تثير هذه القضية فقط مخاوف بشأن مستقبل تيلغرام، بل سلطت الضوء أيضًا على القضايا الأوسع للخصوصية والأمن وقوة التكنولوجيا في عالمنا المترابط اليوم.
وينتظر بفارغ الصبر ظهور دوروف المقبل في المحكمة، حيث من المتوقع أن يكون للنتائج آثار كبيرة على حريته الشخصية ومستقبل تيلغرام في أوروبا.

مكتب التحرير

مكتب التحرير في موقع آنلوك بلوكتشين الصحافي مؤلف من مجموعة من الصحافيين المتخصصين في مجال تقنيات البلوكتشين والتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية. يهدف فريق عمل آنلوك لتزويدكم بكل التطورات والأخبار والتحليلات حول تقنية بلوكتشين والمشتقات المرتبطة بها وإلى نشر المعرفة الصحيحة حولها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. تواصل مع فريق العمل عبر هذا البريد الإلكتروني: info(@)unlock-bc.com

Related Articles

Back to top button