أخبار المنطقةإختيار المحررمساحة رأيويب 3.0

مسار واعد: رحلة المملكة العربية السعودية إلى العملات الرقمية

إنّ رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ليست مجرد مخطط اقتصادي طموح فحسب، بل تمثل قفزة جريئة نحو مستقبل رقمي. هذه الرؤية تقوم على عدة ركائز، ومن المتوقع أن تلعب تقنية البلوكتشين دورًا أساسيًا في تحقيق هذا المستقبل. تعمل المملكة حالياً بجدية لصياغة لوائح تنظيمية توازن بين حماية المستهلك والابتكار. إن تنظيم هذا الواقع المستجد يشكل تحديًا، ولكنه يعكس التزام المملكة العربية السعودية باحتضان التكنولوجيا المتطورة مع تقدمها نحو تحقيق رؤيتها.
في “بينانس“، نرى المملكة العربية السعودية تلعب دورًا محوريًا في ثورة العملات الرقمية. إن النمو السريع لحجم تعاملات المملكة في الأصول الرقمية، وهو الأعلى في العالم العام الماضي، يعكس الديناميكية الكبيرة في السوق، مما يجعلها أولوية بالنسبة لنا. فعلى عكس الدول الأخرى التي تبدأ من الصفر، تتمتع المملكة بميزة فريدة وهي: القدرة على التعلم من نجاحات وعيوب السلطات القضائية التي سبقتها في وضع قواعد تنظيمية للعملات الرقمية ، مدعومة بقيادة شابة ورؤيويه تتطلّع نحو المستقبل ومستعدة للاستثمار فيه.
ومن خلال خبرتنا العالمية الواسعة، فإننا نتعاون مع الهيئات التنظيمية السعودية لإنشاء بيئة تنظيمية شاملة ومستدامة للمستقبل، مما يضمن التبني المسؤول وتمهيد الطريق لنظام بيئي رقمي مزدهر.

رؤية 2030: احتضان الابتكار لمستقبل رقمي

إنّ رؤية 2030 لا تقتصر على التنويع الاقتصادي، بل تتعلق ببناء اقتصاد جديد يستند إلى الابتكار. يشكّل الشباب السعودي المتمكن رقميا، إلى جانب ارتفاع نسبة انتشار الإنترنت والبنية التحتية المميزة، أساسًا مثاليًا لنظام بيئي مزدهر للأصول والعملات الرقمية. وتمتلك العملات الرقمية وحلول البلوكتشين إمكانات تحويلية، حيث تعمل كجسر للابتكار المالي من خلال تعزيز الشمول المالي واستقطاب المواهب وتعزيز الابتكار.
علاوة على ذلك، يمكن للبلوكتشين أن تحدث ثورة في قطاعات مختلفة، بدءًا من الخدمات اللوجستية والعقارات وصولاً إلى الثقافة، مما يعزز اقتصادًا نابضًا بالحياة ويدفع خطط التنمية الطموحة للمملكة. وأكبر مثال هو تبني “نيوم” لتقنية الويب 3.0 كجزء من بنيتها التحتية الرقمية وسلاسل التوريد. لذلك، فإن هدفنا هو دعم قطاع البلوكتشين على نطاق أوسع، مما يتيح للمملكة العربية السعودية تحقيق الأهداف المختلفة لرؤية 2030. تقدم شبكة البلوكشين العامة، التي تتميز بطبيعتها اللامركزية ، مزايا فريدة يمكن أن تدعم رؤية 2030. كما يمكن أن تعزز البلوكشين العامة الشفافية والثقة في مختلف القطاعات من خلال توفير سجلات غير قابلة للتغيير ومعاملات آمنة.
في ظل سعي المملكة العربية السعودية الى أن تصبح قوة استثمار عالمية، يمكن أن تلعب تقنية البلوكتشين دورًا مهمًا في هذا التوجه. فمن خلال توفيرآلية شفافة وآمنة وفعالة لإجراء المعاملات وإدارة الأصول، يمكن للبلوكتشين جذب المستثمرين العالميين الذين يبحثون عن فرص استثمار موثوقة ومبتكرة – الأمر الذي يدعم هدف المملكة المتمثل في تحفيز الاقتصاد وتنويع الإيرادات. كما أن موقع المملكة العربية السعودية الجغرافي الفريد يجعل منها مركزًا للتجارة. إذ، يمكن لتقنية البلوكتشين تبسيط سلاسل التوريد وتعزيز كفاءة التجارة وتقليص التكاليف من خلال توفير تتبع للبضائع ومصادقتها في الوقت الفعلي. ويعزز هذا دور المملكة كمركز عالمي يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، مما يسهّل تجارة أكثر سلاسة وموثوقية عبر القارات.
إلى ذلك، ترسم رؤية 2030 مستقبلاً تتبوأ فيه المملكة العربية السعودية مكانة رائدة كقوة اقتصادية، صناعية، وثقافية على الصعيد العالمي. يلعب الابتكار الاقتصادي والمالي دورًا حيويًا في تحقيق هذا المستقبل الطموح. ويُمكن للتمويل القائم على العملات الرقمية وتقنية البلوكتشين أن يوفر البنية التحتية اللازمة لتحويل المملكة إلى مركز مالي عالمي، مما يُمكّنها من استقطاب المواهب وتوفير بيئة حاضنة للابتكار. دمج هذه الأدوات بشكل كامل في النظام المالي، يعطي المملكة ميزة تنافسية لتضع نفسها في طليعة التمويل العالمي.

المشهد التنظيمي.. بين التفاؤل والتقدم

في المملكة العربية السعودية، لا يزال هناك بعض الغموض حول الوضعية القانونية للأصول الرقمية (وفقًا لمعرفتنا، لا يوجد حظر رسمي على تداول الأصول الرقمية). وقد أصدرت الجهات التنظيمية تحذيرات بشأن التعامل مع الأصول غير المرخصة بهدف حماية المستهلكين. فنحن متفائلون بشأن التقدم التنظيمي فيما يتعلق بالعملات الرقمية في المملكة العربية السعودية ونتواجد على أرض الواقع لدعم هذه العملية.
وتعتمد المملكة نهجاً حذراً في مقاربة هذا الموضوع، حيث تستند الى دراسات وأبحاث السوق قبل إصدار اللوائح التنظيمية والتراخيص. كما نراها منفتحة على التعاون مع جميع الجهات . فالتعاون هو بوابة للنجاح التنظيمي، خاصة مع الأسواق التي خاضت تجربة اصدار لوائح تنظيمية أو جهات مثل بينانس حيث شاركنا خبرتنا العالمية على مدى العامين الفائتين مع الجهات التنظيمية السعودية، ودعونا إلى دمج الأصول الرقمية بشكل مسؤول.

مستقبل السعودية الرقمي: دور بينانس في التعليم والابتكار

في هذه المرحلة ووسط هذا التحول ، يبرز التعليم والشراكات الاستراتيجية كركيزتين أساسيتين في تحديد معالم المستقبل الرقمي. فمن خلال أكاديمية بينانس، نحن ملتزمون بتمكين المواطنين السعوديين بالمعرفة اللازمة للتعامل مع العملات الرقمية بثقة وأمان. ومن خلال رعاية وخلق جيل من مُطلع، نقوم بإعدادهم للمساهمة في تشكيل المستقبل الرقمي للمملكة.
في الوقت نفسه، يعد تعزيز التعاون داخل المملكة أمرًا حيويًا بالنسبة لنا. فمن خلال الشراكات الاستراتيجية، نعمل على تشكيل نظام بيئي ديناميكي يزدهر عبر الابتكار الجماعي، ما يضع المملكة العربية السعودية في موقع مناسب لانتقال سلس مع تطور ووضع اللوائح التنظيمية. كما أننا ندرك أهمية الامتثال التنظيمي، وهو الاتجاه السائد اليوم لضمان تبني هذا القطاع على نطاق أوسع، وحيث وضعت بينانس الجهد الكبير في السنوات القليلة الفائتة لتصبح نموذجاً يحتذى. في هذا الإطار، نعطي الأولوية للتعليم والتوعية كخطوات أساسية للتنظيم المستقبلي والتبني الجماعي المحلي.
هذا وتتجاوز رؤيتنا في بينانس التداول في العملات الرقمية، فنحن ندفع عجلة الابتكار من خلال مبادرات مثل تطوير محافظ الويب 3.0 للتمويل اللامركزي (DeFi)، والاستثمار في مشاريع البلوكتشين الواعدة، وتعزيز المعرفة في مجال الأصول الرقمية من خلال أكاديمية بينانس.

قفزة السعودية إلى ألعاب الويب 3.0

يعكس قرار المملكة العربية السعودية استضافة بطولة العالم للألعاب الإلكترونية التزامها الراسخ بتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية والاستثمار في العوائد المستقبلية المحتملة. لدى شركات ألعاب الويب 3.0 فرصة فريدة لتقديم نفسها على مسرح عالمي وعرض المزايا التي تقدمها تقنية البلوكتشين، مثل الشفافية والأمان والتجارب المبتكرة للاعبين مقارنة بالنماذج التقليدية. طالما شكلت الأحداث الكبرى منصة ممتازة للترويج ، وهذا الحدث يوفر فرصة ذهبية لعرض المزايا المميزة التي تضمنها طبيعة البلوكتشين مثل لعبًا عادلاً وملكية آمنة للأصول الرقمية ونماذج ابتكارية للربح تمكن اللاعبين.
هذا الحدث ما هو إلا نتيجة ما دأبت المملكة في العمل عليه، فقد استثمرت بشكل كبير في مجال الألعاب، وقامت بالعديد من المبادرات مثل إنشاء الاتحاد السعودي للألعاب الإلكترونية والاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية وإطلاق مجموعة سافي للألعاب. بالإضافة إلى ذلك، سيقوم صندوق التنمية الوطني NDF وبنك التنمية الاجتماعية SDB بالمملكة العربية السعودية بشكل تعاوني بإنشاء صندوقين لرأس المال المخاطر بقيمة إجمالية 120 مليون دولار لتعزيز قطاعي الألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة، مما يضعها في موقع فريد في هذه الصناعة التنافسية.
الى ذلك، يؤكد استثمار صندوق الاستثمارات العامة في شركة الألعاب الكورية الجنوبية NCSoft Corp، على رغبة المملكة العربية السعودية في تحقيق قفزة في مجال الويب 3.0. وبرز مؤخراً التعاون بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (KACST) مع أحد رواد القطاع لإنشاء مركز في الرياض لتعزيز البحث والتطوير في مجالات الويب 3.0 والبلوكتشين والألعاب والذكاء الاصطناعي. كما أعلن البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات عن شراكة مع أحد أهم اللاعبين في الصناعة لتطوير برنامج مسرع للويب 3.0 في المملكة.
وهنا تبرز أهمية تنمية كل من المواهب المحلية والخبرات العالمية. فنحن في “بينانس” ملتزمون بدعم هذا الجهد من خلال مبادرات تعليمية شاملة. إن ثقافة “بينانس”، التي تتمحور حول أولوية المستخدمين ، تقود تفانينا في تثقيف وزيادة الوعي داخل قطاعات الويب 3.0. تقدم أكاديمية “بينانس” دورات ومواد مجانية حول البلوكتشين والويب 3.0، وتساعد أكثر من 200,000 متعلم على مستوى العالم، بينما تقيم ورش عمل حول البلوكتشين في أكثر من 200 جامعة وتثقف أكثر من 19,000 طالب. بالشراكة مع مركز البلوكتشين، تقوم “بينانس” بدمج تعليم البلوكتشين والويب 3.0 في المناهج الدراسية الجامعية، بهدف تثقيف أكثر من مليون طالب بحلول عام 2026. بالتوازي مع هذه الجهود ولوضع الأسس لنظام بيئي مستدام، تساهم مشاركة بينانس في لقاءات حول العملات الرقمية في تعزيز الخبرة ومشاركة المعرفة في مجال الويب 3.0.

مستقبل رقمي مشرق

يبرز مستقبل المملكة العربية السعودية بأبهى حلله، حيث تتشابك خيوط الابتكار والتكنولوجيا. من خلال اتخاذ موقف استباقي تجاه التنظيم والتعليم والتعاون، يمكن للمملكة أن تبرز كرائدة عالمية في ثورة العملات الرقمية. لذا، تفخر “بينانس” بأن تكون شريكًا في هذه الرحلة التحولية، حيث تفتح المجال أمام الإمكانات الكاملة للعملات الرقمية وتقنية البلوكتشين من أجل نهضة رقمية وسعودية مزدهرة.
إن رؤية السعودية 2030 ليست مجرد خارطة طريق ، بل بمثابة نهضة رقمية. فمن خلال احتضان تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية، لا تعمل المملكة فقط على تنويع اقتصادها بل أيضًا على تمكين شعبها وتعزيز الابتكار ووضع معيار عالمي للتحول الرقمي. مع “بينانس” كشريك ثابت، فإن إمكانات تحقيق الازدهار والتقدم التكنولوجي في المملكة العربية السعودية لا حدود لها.

Bandar Altunisi

Bandar Altunisi is the Head of Development for Binance in Saudi Arabia, where he leads and manages the company's presence and growth. As the man on the ground for Binance, Bandar focuses on government relations, regulatory development, investor relations, marketing, and communications. Bandar also heads institutional relationships for Binance’s regulated Dubai exchange where he manages institutional clients across local regulated products. With a background in law, including 7 years practicing in a top tier global law firm and supporting Vision 2030 initiatives in the Saudi government, Bandar brings a unique perspective to the role. His passion for crypto started in 2018, and by 2021, he made the switch from law to the crypto industry, driven by his belief in its potential. In 2021, he started an NFT advisory business, showcasing his versatility and diverse skill-set. Head of Development for Binance in Saudi Arabia Head of Institutional Relationships for Binance Dubai (FZE)

Related Articles

Back to top button