“إيثيريوم” تدخل مرحلة جديدة.. فهل يجعل منها الذكاء الإصطناعي ركيزة للويب 3.0؟
تعتبر شبكة بلوكتشين “إيثيريوم” واحدة من أبرز شبكات البلوكتشين وأكثرها تأثيرًا في العالم، فعلى عكس البيتكوين، وهي عملة رقمية في الأساس، تم تصميم “إيثيريوم” لتكون منصة متعددة الاستخدامات تستضيف مجموعة متنوعة من التطبيقات اللامركزية. ومن أهم ميزات “إيثيريوم” هي العقود الذكية، التي تمكن المطورين من إنشاء تفاعلات معقدة وآلية دون الحاجة إلى وسطاء. وها هو الذكاء الإصطناعي اليوم، يبسط نفوذه في جميع القطاعات وبخاصة في قطاع التكنولوجيا والعملات الرقمية.
كيف يمكن للذكاء الإصطناعي تعزيز “إيثيريوم”؟
كما سبق وذكرنا، إنّ “إيثيريوم ” تعتبر عامل جذب كبير للكثيرين، فهي عبارة عن مزيج من الابتكار التقني والبنية التحتية الصديقة للمطورين والتطبيقات المتنوعة، والالتزام بالتحسين المستمر لإنشاء نظامًا بيئياً آمناً يجذب المستثمرين الباحثين عن الفرص والمتحمسين الذين يؤمنون بإمكانية البلوكتشين لإعادة تشكيل وتطوير القطاعات والصناعات كافة. وبالطبع، يلعب الذكاء الإصطناعي دوراً أساسياً في تطوير الإيثيريوم بشكل كبير.
أولاً، يعزز الذكاء الاصطناعي بشكل كبير من كفاءة المطورين وأمان الكود المكتوب، مما يؤدي إلى تشجيع المطوّرين على اعتماد الإيثيريوم لتطوير التطبيقات اللامركزية المعززة بالذكاء الإصطناعي.
ثانياً، يمكن تسخير موهبة الذكاء الاصطناعي في معالجة كميات هائلة من بيانات البلوكتشين وتحليلها، مما يوفر رؤى حول أداء الشبكة وسلوكيات المستخدم والمجالات المحتملة للتحسين. ففي الوقت الحالي، من المحتمل أن يكون هذا التطبيق هو الأفضل استخدامًا للتداول عبر الشبكة استنادًا إلى تدفقات الأموال، مما يعزز عمل إيثيريوم. ومع ذلك، قد يساعد الذكاء الاصطناعي في العديد من الإستخدامات والتطبيقات الأخرى باستخدام معلومات البلوكتشين.
ثالثاُ، يمكن للذكاء الإصطناعي تعزيز الكفاءة في تطوير العقود الذكية، فيمكن أن يساعد في إنشاء العقود الذكية والتحقق منها، وتقليل الأخطاء البشرية وزيادة سرعة التطوير.
بالإضافة إلى تحسين الأمان، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحديد نقاط الضعف والتهديدات الأمنية المحتملة داخل شبكة إيثيريوم، مما يجعلها محصّنة ضد الهجمات.
علاوة على ذلك، يحسّن الذكاء الاصطناعي تخصيص الموارد مثل رسوم الغاز والموارد الحسابية، مما يؤدي إلى توفير التكاليف للمستخدمين واستخدام أكثر كفاءة للشبكة.
ماذا عن حواجز الذكاء الإصطناعي؟
هذا وستشكّل أنظمة الذكاء الاصطناعي القابلة للتشغيل البيني، حاجزاً في مجال الذكاء الاصطناعي، فمن المرجح أن تبقى الطريقة التي يجني بها مقدمو الذكاء الاصطناعي الأموال من خلال مطالبة المستخدمين بالدفع. وبالتالي، من المحتمل أن تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي القابلة للتشغيل البيني، طبقة تسوية نهائية سريعة قابلة للبرمجة، حيث تكون قابلية التدقيق ميزة فيها، لتكون “إيثيريوم” بالتالي هي المرشحة الطبيعية لتلبية هذه الحاجة.
مع ركوب الإيثيريوم موجة الذكاء الإصطناعي حتى ولو كانت متأخّرة قليلاً، فمن المرجّح أن تنمو بسرعة، وذلك بسبب ميزاتها التي ستتطور أكثر فأكثر في حال تم تعزيزها بالذكاء الإصطناعي. وبالتالي ستصبح الإيثيريوم بمثابة عامل جذب أكبر للمطورين والمستثمرين، وستنمو بشكل كبير ويرتفع سعرها.
الذكاء الإصطناعي وتعزيز التداول والتمويل اللامركزيان
إنّ الطريقة الأكثر مباشرة التي سيؤثر بها الذكاء الاصطناعي على سعر ETH هي تسريع وتيرة تطوير الويب 3.0. فأصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي مثل GitHub Copilot و GPT-4 بارعة جدًا في كتابة التعليمات البرمجية لدرجة أنها زادت بشكل كبير من كفاءة المطورين في كل مكان. فبحسب العديد من المبرمجين، باتوا غير متأكدين مما إذا كان بإمكانهم البرمجة بعد الآن بدون مساعدة أدوات الذكاء الإصطناعي.
هذا وسيتم بناء العديد من البروتوكولات على Ethereum، مما سيحقق قيمة هائلة لها، كما أنه ليس من الضروري أن تنجح معظم المشاريع الفعلية حتى تستفيد إيثيريوم. ومع ذلك، فإن وجود مشهد تنافسي للغاية مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، يضمن ظهور شيء ما يستحوذ على حصة سوقية كبيرة.
إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز التداول والتمويل اللامركزي، وتعتبر برامج “تلغرام” للتداول، واحدة من الاتجاهات الدقيقة في هذا المجال حالياً. فتمكن المستخدمين من إتمام الصفقات من خلال حساب “تلغرام” الخاص بهم. والاتجاه الآخر، هو التداول بالنسخ الاجتماعي، حيث يمكن نسخ تداولات أحد المتداولين باستخدام العقود الذكية.
من المتوقع أن يعزز الذكاء الاصطناعي تداول العملات الرقمية من خلال الاستراتيجيات الآلية على الشبكة. فيمكن لهذه الاستراتيجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي المساعدة في اتخاذ قرارات ذكية أثناء التداول على منصات الكريبتو، في حين أن الفائدة الحالية لهذا النهج قد تقتصر في المقام الأول على المضاربة الرمزية، إلا أنها ستعزز تجربة المضاربة بشكل كبير.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة إلى وضع استراتيجيات تداول أكثر كفاءة ويحتمل أن تكون مربحة. فيؤدي هذا النشاط المتزايد والتعقيد داخل النظام الأساسي إلى جذب المزيد من المستخدمين ورأس المال، مما يزيد من اعتماد إيثيريوم ويساهم في زيادة سعر ممثلها الرقمي.
علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي فهم سلوك العقود الذكية المحددة، من خلال تحليل تواتر ونوع ونتائج التفاعلات مع عقد معين، كما يمكننه تقديم رؤى حول فائدته أو مخاطره المحتملة أو حتى اكتشاف الحالات الشاذة التي قد تشير إلى وجود خطأ أو استغلال محتمل.
أما بالنسبة للمتداولين والاستراتيجيين في مساحة التمويل اللامركزي، فإن هذا لا يقدر بثمن. من خلال الاستفادة من تحليل شبكة البلوكتشين القائم على الذكاء الاصطناعي، يمكنهم تطوير استراتيجيات أكثر استنارة لا تراعي فقط معنويات السوق أو المؤشرات الاقتصادية العالمية، ولكن أيضًا تدفق الأموال على شبكة بلوكتشين إيثيريوم نفسها.
أخيراً، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تطوير الويب 3.0 بشكل أفضل وتسريع اتجاه النمو الواعد للإيثيريوم. ففي العامين الماضيين، نمت عمليات نشر العقود الذكية على شبكة إيثيريوم، وتمّ ذلك بدون مساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي التي باتت في متناولنا اليوم. لذا، فمن المفترض أن يشهد قطاع الويب 3.0 في السنوات القليلة المقبلة، المزيد من الابتكارات بمساعدة كبيرة من الذكاء الاصطناعي، وينمو قطاع الكريبتو بشكل خاص أكثر فأكثر.